إيران ما خلف ردود فعل متضاربة.وتستمر التحقيقات لمعرفة الجهة التي تقف وراء الهجوم الذي استهدف ناقلتي نفط الاولى يابانية والثانية نرويجية بخليج عمان.
وتسعى أمريكا وفق مراقبين الى استغلال الحادثة لمهاجمة إيران مُجددا وتوجيه الاتهامات لها بالوقوف وراء الهجمات ما يسمح لها ببناء إجماع دولي ضدّ طهران، اذ قال باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي أمس الجمعة أن «الإدارة الأمريكية تركز على بناء إجماع دولي عقب هجمات على ناقلات نفط بالشرق الأوسط «.وقال شاناهان إنه ومستشار الأمن القومي جون بولتون ووزير الخارجية مايك بومبيو يشتركون في نفس الهدف.
ورغم أنّ طهران نفت الاتهامات التي توجهها لها أمريكا ، إلا أنّ ترامب بدا متمسكا بموقفه بعد تأكيده أمس في تصريحات إعلامية على أنّ ايران هي المستفيد الوحيد مما حصل.وتحشد امريكا منذ اشهر عتادها وجنودها في الشرق الاوسط تأهبا لشن ضربة عسكرية وهو طرح ينقسم ازاءه الرأي العام الدولي بين مؤكد وناف . اذ يرى شق من المتابعين ان الحديث عن قرب شن ضربة عسكرية ممكن في حال سحبت امريكا كافة قواتها من الخليج لا العكس لتعتمد في حربها ضد ايران على حلفائها في المنطقة وتكتفي بالطلعات الجوية كدعم ومساندة .
وساندت بريطانيا الاتهامات الامريكية لطهران في حين طالبت المانيا بضرورة التريث قبل توجيه أي اتهامات جدية ، رغم أنّ الولايات المتحدة الامريكية حاولت دعم اتهاماتها بنشر فيديو لقارب قالت انه يحمل عددا من افراد الحرس الثوري الايراني قام بوضع متفجرات على الناقلات.
ضغط امريكي
وعلى صعيد متصل تستمر المحاولات الامريكية لحشد الدعم ضد ايران في التسارع اذ بحث وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي تقييم اتهامات الولايات المتحدة أن إيران مسؤولة عن الهجمات التي استهدفت ناقلتني نفط في خليج عمان، حسبما قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان.
وأكد بومبيو التزام الولايات المتحدة بـ«الحفاظ على حرية الملاحة».كما بحث بومبيو وعبد المهدي جهود هزيمة تنظيم «داعش»الارهابي والفصائل التي تدعمها إيران فضلا عن التزام الولايات المتحدة بمساعدة العراق في بناء قواته الأمنية.
ويعكف فريق متخصص منذ يوم امس السبت على فحص ناقلة النفط النرويجية(فرونت ألتير» التي تعرضت لهجوم في خليج عمان لتقييم حجم الأضرار التي لحقت بها.في حين ينتظر المجتمع الدولي نتائج التحقيقات التي تشرف عليها لجنة دولية تترأسها بريطانيا ، ويرجح متابعون ان فرضية التخريب موجودة خاصة بعد أان استبعدت الشركة وقوع «خطأ ميكانيكي أو بشري» بالناقلة، فيما لا يزال الغموض يكتنف سبب وقوع الانفجار .وأضافت الشركة أن الانفجار على متن الناقلة «فرونت ألتير» وقع بعد وقت قصير من مرورها عبر مضيق هرمز.
«شدّ وجذب»
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي المختص في الشؤون الامريكية جاسم البديوي لـ»المغرب’’ أن مايحصل في الشرق الاوسط هو فصل آخر من فصول التوتر والتصعيد في المنطقة، مضيفا انه ‘’من جهة ايران فإنها تريد أن تقول انها مازالت القوة المهيمنة في الخليج ولديها القدرة على التأثير في المفاصل السياسية والاقتصادية والإستراتيجية بغض النظر عن اذا ما كانت هي المسؤولة عن الاعتداء ام لم تكن’’.
وتابع محدّثنا» أما من جهة الولايات المتحدة فهي تريد أن تجعل من حادثة الاعتداء ورقة ضغط جديدة تمارسها على ايران من أجل جلبها الى طاولة المفاوضات بحسب ما ذكر الرئيس الامريكي ترامب. أما في شأن حشد أمريكا لضرب ايران اقتصاديا فاعتقد ان ذلك تم مسبقا من خلال العقوبات الاقتصادية التي تستمر الولايات المتحدة بفرضها على ايران والتي لا تبدو انها مؤثرة بشكل جوهري في حسم المواجهة لصالح طرف على حساب الآخر».