بدأتها بالقمة الخليجية التي انعقدت الاثنين الماضي فيما انطلقت القمة العربية الطارئة امس اما الثالثة فتنعقد اليوم .
وملفات عديدة مطروحة على جدول اعمال هذه القمم بدءا بالاعتداءات التي تعرضت لها المملكة والامارات مؤخرا وصولا الى الازمات المشتعلة في العالم العربي من فلسطين الى ليبيا وسوريا .
كما تنعقد هذه القمة في منعرج تاريخي تمر به المنطقة وفي ظل تصاعد خطير بين التهديدات المتبادلة بين ايران من جهة وامريكا وحلفائها الخليجيين من جهة اخرى. لذلك يمكن القول انها قمة الحرب او السلم بامتياز. وقد عزّزت الولايات المتحدة حضورها العسكري في المنطقة عبر إرسال حاملة طائرات وإعلانها زيادة عديد قواتها بـ1500 جندي. فيما ردت طهران بالتهديد بإغلاق مضيق هرمز الذي تعبر منه يومياً 35 بالمئة من إمدادات النفط العالمية التي تنقل بحراً.
ويرى بعض المراقبين ان قرار الحرب والسلم اليوم لم يعد بيد العرب بل بات بيد القوى الخارجية المؤثرة منها الولايات المتحدة الامريكية وروسيا ..ولئن كان الرئيس الامريكي دونالد ترامب تراجع عن تهديداته لايران بشأن الحرب وقال «صراحة بأنه يرفض الحرب مشيرا الى احتمال العودة الى الحوار بشان الملف النووي الايراني» ، الا ان الرياض تأمل بان يخرج عن هذه القمم الطارئة بيان قوي اللهجة ورسالة لايران مفادها بان المملكة وحلفائها مستعدون للدفاع عن مصالحهم خاصة بعد الهجمات التي طالت محطتي ضخ النفط من قبل ميليشيات الحوثيين . وتتهم الرياض طهران بالوقوف وراء هذه الهجمات وأنها اعطت الأوامر لضرب مصالحها النفطية ، في حين يشدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بأن بلاده تريد علاقات متوازنة مع دول الجوار في الخليج وإنها اقترحت توقيع اتفاقية عدم اعتداء معها.
وقبيل انعقاد القمة العربية الطارئة وقمة التعاون الاسلامي اتّهم وزير الخارجيّة السعودي إبراهيم العساف في اجتماع لوزراء خارجيّة منظّمة التعاون الإسلامي ، إيران مجدّداً بدعم المتمرّدين في اليمن، معتبراً أنّ هذا الدعم «دليل» على تدخّلها في شؤون دول أخرى.وأوضح في كلمة ألقاها أمام الحاضرين وبينهم وفد دبلوماسي إيراني، أنّ «دعم» طهران للمتمرّدين اليمنيّين «مثال واضح» على «التدخّل في الشؤون الداخليّة للدول، وهو أمر يجب أن ترفضه منظمة التعاون الإسلامي».
تشكل القمم الثلاث اليوم مناسبة هامة للوقوف على حجم التحديات التي تواجه العالم العربي والحروب الدائرة منذ ثماني سنوات دون توقف ولكن المخاوف تكمن في ان تؤدي هذه القمم الى حروب اخرى في اطار هذا الصراع الايراني الامريكي – الخليجي. والتنافس على المصالح في منطقة مثخنة بازماتها وحروبها .
يشار الى ان الصراع الايراني - الخليجي اخذ منحى جديدا بعد الاعتداءات التي طالت سواحل الامارات واستهدفت ايضا خط أنابيب النفط قرب الرياض بطائرات بلا طيّار، في هجمات نادرة من شأنها ان تزيد من الاستنزاف الحاصل.
ومهما يكن من امر فان قمة مكة ولئن حرصت على جمع مختلف الاطراف على طاولة واحدة ، فانها كشفت ايضا حجم المحاور والانقسامات الدائرة في العالم العربي والتي تزيد من التوترات الدائرة ونزيف الحروب .