وحذّر مراقبون من الخطوة الامريكية التي تأتي تزامنا مع تصعيد سياسي واقتصادي زادت حدته في الفترة الاخيرة بين الجانبين الامريكي والايراني . وبموجب القرار الأمريكي سينضم 1500 جندي اضافي الى الجنود الامريكيين المتواجدين في الشرق الاوسط ، بالإضافة الى عدد من طائرات استطلاع وسرب من المقاتلات، وعدد مهندسين وكتيبة من 600 عنصر مسؤولين عن إدارة أنظمة صاروخيّة.
وقال وزير الخارجية الايراني جواد ظريف للوكالة إن «تعزيز التواجد الأمريكي في منطقتنا خطير للغاية على السلام والأمن الدوليين ويجب مواجهته».وكان الرئيس الامريكي دونالد ترامب أعلن الجمعة رسميا ارسال 1500 جندي أمريكي إضافي الى المنطقة بعدما تحدث البنتاغون عن «تهديدات مستمرة من جانب ايران».
وجاء في بيان لوزير الدفاع الامريكي بالوكالة باتريك شاناهان أن نشر هذه القوات والقدرات الاضافية يهدف الى «تعزيز حماية القوّات الأمريكيّة وأمنها، نظرًا إلى التّهديدات المستمرّة من جانب إيران، بما في ذلك الحرس الثوري ومؤيّديه»، مضيفًا «هذا ردّ فعل حذر على تهديدات جدّية من جانب إيران».
ووصل الخلاف بين واشنطن وطهران مؤخرا الى اعلى مستوياته بدأ منذ اعلان الولايات المتحدة الامريكية انسحابها من الاتفاق النووي الموقع بين الغرب وايران، وماتبع ذلك من عودة العقوبات المفروضة على طهران وتشديد أمريكا الضغوطات الاقتصادية عليها في مشهد يصفه المتابعون بالصدام الخطير الذي ترافقه تحذيرات من اندلاع حرب شاملة في المنطقة المتفجرة بطبعها. ورغم نفي الجانبين أية نية للحرب بين الطرفين، يؤكد متابعون لسياسة ترامب المتقلبة أن قرارات ساكن البيت الابيض لا يمكن توقعها أو التنبؤ بها.
في الاثناء هدد مسؤول عسكري إيراني، امس السبت، بإغراق السفن الحربية الأمريكية في الخليج العربي باستخدام «أسلحة سرية»، لم يكشف عن أي تفاصيل بشأنها.وقال الجنرال مرتضى قرباني، مستشار القيادة العسكرية الإيرانية، لوكالة أنباء محلية «بوسع إيران أن تلقي بسفن أميركا الحربية إلى قاع البحر بطواقمها وطائراتها باستخدام أسلحة سرية».
ويرى مراقبون ان ارسال الولايات المتحدة الامريكية في وقت سابق مجموعة حاملة طائرات وقوة من القاذفات إلى منطقة الشرق الأوسط هي رسالة واضحة لإيران مفادها أن أي هجوم على مصالح الولايات المتحدة أو حلفائها سيقابل «بقوة شديدة».
اسباب كامنة
وتُرجع أمريكا اسباب ارسال الجنود ردا على ما أسمته إدارة البيت الابيض عددا من «المؤشرات والتحذيرات المثيرة للقلق والمتصاعدة من جانب طهران››. ورغم النفي المتواصل من الجانب الامريكي لإمكانية قيام حرب او تصعيد عسكري مع الجانب الايراني يرى مراقبون أن التهديد بتصعيد عسكري يبقى دوما ورقة ضغط واستفزاز تستعملها الولايات المتحدة الامريكية ضدّ خصومها لما لها من تأثيرات اقتصادية وسياسية ايضا على غرار تهديداتها السابقة بشن عمل عسكري ضد كوريا الشمالية بسبب نشاطها النووي ايضا.
يشار الى أن أمريكا قررت مؤخرا عدم تجديد الإعفاءات الممنوحة للدول التي تشتري النفط الخام الإيراني، في إطار تشديد العقوبات المفروضة على طهران، بسبب برنامجها النووي واتهامها بالتدخل في شؤون دول المنطقة العربية.وطالبت الولايات المتّحدة، منتصف شهر افريل المنقضي ، الدول التي تشتري النفط الإيراني، بالتوقف عن استيراده بحلول الأول من شهر ماي الجاري ،مُهددة إيّاها بفرض عقوبات عليها ايضا في حال عدم الالتزام بذلك.
ويحذر متابعون للشأن الدولي من عواقب حرب كبرى قد تندلع في أي لحظة وقد تكون غير متوقعة ، ويؤكد مراقبون أنّ المرحلة الراهنة باتت تشهد تحركات لحلفاء الولايات المتحدة الأمريكية (دول الخليج على رأسهم السعودية واسرائيل ايضا) وحلفاء ايران (الصين روسيا بالاضافة الى أذرعها المسلحة في كل من العراق ولبنان واليمن).