يقود الأوضاع في المنطقة للانفجار أو على الأقل لحدوث صدامات موضعية اقل من أن تصل الى مستوى حرب لكن الهدف منها وفق تعبيره هو اللجوء إلى مفاوضات مباشرة تريدها واشنطن لتعديل الاتفاقات النووية مع طهران و لإدخال الصين في المفاوضات و الزامها بالتراجع عن مشروع الحزام والطريق.
• ماتعليقكم على تطورات المشهد في الشرق الاوسط والخليج العربي وهل يوحي ذلك بمرحلة أكثر انفجارا في الشرق الاوسط ؟
الخطوات العملياتية الميدانية من قبل كل الأطراف المتصارعة هي رسم لخطوط النفوذ بالقوة من خلال السيطرة المباشرة وحشد الجيوش، الصراعات الاستراتيجية في أوجها وهناك عدة أقطاب هي الولايات المتحدة وروسيا والصين وبشكل اقل الاتحاد الأوروبي تتخذ عدة ساحات في العالم كساحات صراع وتنافس من الشرق الأوسط وشمال افريقيا إلى اوكرانيا وفنزويلا ..
لكن ما يميز الصراع في الشرق الأوسط أنه وصل لحافة الهاوية و كل اسباب اشتعال الصراع والانفجار تبلورت ولم يبق إلا شرارة هنا أو هناك ويتفجر المشهد برمته .
المشهد في الشرق الأوسط يتمثل في أن الأطراف التي تحشد الجيوش وهي الولايات المتحدة و إيران لا تفضل المواجهة المباشرة ، و إنما هي اوراق تضغط بها عليها لتستثمرها فوق طاولة المفاوضات ، إلاّ أن أطرافا إقليمية تحاول العبث لتقود الجميع إلى الكارثة.
• التوتر في منطقة الخليج بسبب ما أعلنت عنه الإمارات والسعودية من تعرض 4 سفن تجارية لأعمال تخريب قرب إمارة الفجيرة واليوم الهجوم ضد منشاة نفطية في السعودية هل هو توسيع لدائرة الحرب بين امريكا وحلفائها من جهة وإيران وحلفائها من جهة ؟
نعم هو مشروع توسيع للحرب والصدام المباشر بين محوري هذا الصراع ، وهذه العمليات الاستخبارية تعمل على ذلك وتريد أن تقود الأوضاع في المنطقة للانفجار أو على الأقل لحدوث صدامات موضعية اقل من حرب الهدف منها اللجوء إلى مفاوضات مباشرة تريدها واشنطن لتعديل الاتفاقات النووية مع طهران، ولإدخال الصين في المفاوضات وإلزامها باتفاقات ومعاهدات جديدة وتحت الضغط الميداني المباشر من خلال تهديد مشاريعها الحيوية .وخصوصا مشروع الحزام والطريق وأنا قلت بهذا الخصوص أن حرب الموانئ ستتصاعد للوصول إلى الموانئ الآسيوية الشرقية في محاولة لإفشال ووأد هذا المشروع الاستراتيجي.
• هل باتت امريكا تتخبط بهدف افشال مشروع الحزام والطريق؟
واشنطن تعتبر من خلال سياسييها ومراكز الدراسات فيها أن الصين هي المنافس الاستراتيجي الأول لها في العالم ، و واشنطن تعد للمواجهة مع الصين بالدرجة الأولى اقتصاديا و سياسيا و ربما لاحقا عسكريا ..مشروع الحزام و الطريق الصيني هو مشروع استباقي للتحضير لهذه المواجهة .
الولايات المتحدة لن توفر جهدا لإفشال المشاريع الصينية و خاصة في آسيا و ما الأزمة الهندية الباكستانية، والهزات الإرهابية العنيفة في سريلانكا والفلبين إلاّ محاولات لزعزعة الاستقرار وخلق بؤر توتر تهدد اي مشروع على هذا المستوى
• هل يعني ذلك أن أمريكا بدأت بتغيير سياستها وإحياء عداءتها السابقة ايضا ؟
السياسات الأمريكية لم تتغير ، اهم اهدافها و الهدف الاسمى هو عدم السماح لأي طرف دولي بمنافستها بشكل حقيقي والسعي للبقاء قطبا عالميا أوحد يتحكم بكل مفاصل القرار والهيمنة ، والصين الصاعدة اقتصاديا وعسكريا هي المرشح الأقوى لمنافسة واشنطن في العقود القادمة وربما قبل ذلك.