قوّات النظام والفصائل المقاتلة.
والتقى كيري، الذي وصل مساء الأحد إلى جنيف، أمس وزير الخارجية السعودي عادل الجبير على أن يجتمع في وقت لاحق مع موفد الأمم المتّحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا لبحث الهدنة السارية منذ 27 فيفري وتتعرّض لانتهاكات خصوصا في حلب.من جهة أخرى أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيلتقي موفد الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي مستورا في موسكو اليوم الثلاثاء.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا وفق وكالة «فرانس براس» ان «محادثات ستجري بين دي ميستورا ولافروف يليها مؤتمر صحافي».
وتجري المحادثات وسط اتهامات وجهتها لروسيا كل من الولايات المتحدة وداعمين اخرين للمعارضة السورية، بانها تنتهك الاتفاقات الدولية لإعادة السلام إلى هذا البلد الذي تمزقه الحرب.
واشنطن وموسكو هما الراعيتان لعملية السلام السورية، في وقت قال دي ميستورا بوضوح انه يرى أملا ضئيلا بإحراز تقدم من دون موافقتهما.لكن الولايات المتحدة تقول ان روسيا التي وافقت على دعم وقف إطلاق النار لم تفعل شيئا لكبح جماح قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محيط حلب.
تصعيد عسكري
وتشهد مدينة حلب منذ أكثر من عشرة أيام تصعيدا عسكريا بين قوات النظام والفصائل المقاتلة التي تتقاسم السيطرة على المدينة بين أحياء شرقية وغربية. وأسفرت أعمال العنف في المدينة خلال تلك الفترة عن مقتل أكثر من 250 مدنيا بينهم حوالي 50 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتستهدف الطائرات الحربية السورية الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل، فترد الأخيرة بقصف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام بالقذائف الصاروخية وقوارير الغاز.
وقبل لقائه بكيري، اعتبر الجبير أن «ما يحصل في حلب انتهاك لحقوق الإنسان، انه جريمة». واتهم روسيا والنظام السوري بانتهاك كافة «الاتفاقات التي تم التوصل إليها» في إطار عملية السلام.
الانفصال عن جبهة النصرة
أما كيري فأوضح أن واشنطن ستمارس ضغوطا على الفصائل «المعتدلة» لتفصل نفسها عن جبهة النصرة في حلب.وتعد مدينة حلب من ابرز المناطق المشمولة بوقف الأعمال القتالية الساري منذ 27 فيفري بموجب قرار روسي أمريكي مدعوم من مجلس الآمن، والذي يستثني تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة»، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.
ويتهم النظام السوري جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها بقصف الأحياء الغربية الواقعة تحت سيطرته في حلب.
وقال كيري «هذا ما نبحثه بين أمور أخرى، وهناك طرق عدة لمقاربته». وأضاف «كانت هناك محادثات عدة ، نقترب من التوصل إلى تفاهم، لكن لا يزال هناك بعض العمل».وكان كيري قال بعيد وصوله الى جنيف أمس «نتحدث مع الروس مباشرة بما في ذلك في الوقت الحالي». وأضاف قبل لقائه وزير الخارجية الأردني ناصر جودة «لدينا أمل في تحقيق تقدم». وأعادت روسيا، حليفة دمشق، امس التأكيد على لسان الجنرال سيرغي كورالنكو رئيس المركز الروسي للمصالحة بين أطراف النزاع الذي أنشأته موسكو لمراقبة الهدنة، ان المحادثات لوقف القتال في حلب وفرض «نظام تهدئة» لا تزال جارية.