والميدانية في افريقيا بحكم أنها تعمل على منع النفوذ الصيني والروسي من التوسع في القارة السمراء بما يهدد نفوذها .
وتابع الكاتب السوري أنّ هناك أطرافا دولية تسعى لإشعال حروب بالوكالة في شمال افريقيا على نمط الحرب على سوريا ومن ثم يكون التغلغل المباشر الموضعي للسيطرة على الثروات والمناطق الاستراتيجية.
• ماهي قراءتكم للتغيرات السياسية في كل من الجزائر والسودان ؟
الصراع بشكله المسلح يراد له الانتقال إلى الشمال الإفريقي بعد أن بقيت عدة دول متماسكة أمنيا طبعا عدا ليبيا.. ومنذ بدأ تنظيم «داعش» يخسر المناطق التي احتلها بفعل تحرير الجيش السوري وحلفائه لها، منذ تلك الفترة بدأ الحديث عن نقل قيادات «داعش» إلى بعض مناطق شمال افريقيا و خصوصا إلى ليبيا.والعمل على ابقاء الأوضاع فيها فوضوية لحين يأتي الوقت ليستفاد منها في المحيط والدول المجاورة، وأيضا ليعاد خلق أزمات جديدة وتوترات في تلك الدول المتماسكة وحروب لا تقل خطورة ودموية عن التي شنت على سوريا والعراق.
هذا طبعا يندرج ضمن إطار الهجوم الشامل للولايات المتحدة الأمريكية على محاور ودول عديدة في العالم لإبقاء حالة السيطرة العسكرية والإستراتيجية على مفاصل القرار الدولي.
• هل مايحدث سيتيح الفرصة امام الاطراف الدولية للتدخل عسكريا في افريقيا بهدف خلق بؤرة توتر جديدة؟
لا أظن حدوث تدخل عسكري مباشر حاليا بل حدوث حروب بالوكالة على نمط الحرب على سوريا والسبب وجود جيوش قوية كالجيش الجزائري ، الهدف حاليا خلق ذلك النمط من التوتر لتوريط الجيوش بنزاعات داخلية ترهقها أو تؤدي لاحقا إلى تفككها كما حدث في ليبيا .و من ثم يكون التغلغل المباشر الموضعي للسيطرة على الثروات و المناطق الاستراتيجية.
• من هي الاطراف الخارجية التي يهمها خلق حرب بالوكالة في افريقيا؟
الأطراف المهتمة بهذه الحروب هي الأطراف التي تعمل على منع النفوذ الصيني والروسي من توسعهما في القارة الأفريقية و تهديد او مشاركتها نفوذها وهي واشنطن ، كذلك الأطراف المستفيدة من ثروات هذه القارة كدول أوروبا الغربية والتي انقذتها وأنقذت اقتصاداتها تلك الحروب ، بعد أن عصفت بها أزمات الإفلاس.
• هل ستكون افريقيا ارضا لنزاع صيني امريكي وأي دور تلعبه اسرائيل خاصة وانها في الآونة الاخيرة كثفت من حراكها الديبلوماسي في القارة السمراء ، هل هو تحول للتحالفات من الشرق الاوسط نحو افريقيا ؟
نعم طبعا الصين منذ سنوات بدأت بالعمل اقتصاديا ودبلوماسيا في إفريقيا ، وهذا ازعج واشنطن التي تعتبر افريقيا مناطق نفوذ تقليدية لها ولبعض الدول الغربية و امتداد النفوذ الصيني إليها بمشاريعها الاقل تكلفة وذات التكنولوجيا المتنوعة يهدد استمرار واشنطن في السيطرة على هذه الأسواق وعلى مواردها الطبيعية منها
طبعا الاهتمام الأمريكي بافريقيا استراتيجيا كونها امتداد جغرافي لنفوذها تجاه الشرق، وكون السيطرة عليها تشكل ظهيرا استراتيجيا للتوجه شرقا ومواجهة النفوذين الصيني والروسي في عقر دارهما، فهو ليس تحول لتحالفات الشرق نحو الغرب بقدر ما هو اختراق شامل من قبل واشنطن لكل المفاصل الجيوستراتيجية الأفريقية و خاصة شمال افريقيا .
اما الدور الاسرائيلي فهو يتلاقى بقوة مع المشروع الأمريكي، فإسرائيل قامت بفتح أكثر من 6 سفارات في إفريقيا و لها قواعد في أكثر من دولة إفريقية و لديها أطماع بموارد شرق أفريقيا المائية منها والغازية.