فقط في باريس بل في العالم اجمع ...اكثر من خمس ساعات متواصلة قضاها عمال الاطفاء وهم يحاولون السيطرة على الحريق الهائل الذي اتى على اجزاء هامة من الكنيسة... كان فيكتور هيغو ايضا حزينا وهو يراقب تآكل الكاتدرائية التي اختارها لتكون المكان الرئيسي في رائعته الخالدة «احب نوتردام»...
يوم حزين وصلت فيه رائحة الدخان الاسود الى مختلف ارجاء المعمورة، وربما سمع العالم صراخ «الاحدب» الموجوع بسبب حبه لازميرالدا ...هذا العشق الازلي الذي ظل يحوم فوق الكاتدرائية واجراسها العشرة، ويسمع انين وجعه كلما قرعت الاجراس.
مشهد النيران الغاضبة وهي تأكل اجزاء الكنيسة تمثل وجع الانسانية ووجع القيم والمبادئ التي تهاوت في مرمى نيران الاطماع التي تأكل كل شيء...في هذا العالم. امس احترق تراث انساني يعود للقرون الوسطى وقبله احترق متحف بغداد وتحطم هيكل بوذا واحترقت عواصم عربية عديدة بنيران الحروب والمصالح السياسية في عالم موبوء بلعناته وازماته .
وتزامنت هذه الكارثة مع دخول المسيحيين في اسبوع الآلام الذين يحيون فيه ذكرى دخول يسوع القدس وإنشاء سر التناول وصلب يسوع وموته ثم القيامة من الأموات في يوم أحد القيامة بحسب المعتقدات المسيحية بحثا عن الخلاص. وبموجب قانون عام 1905، فان كنيسة نوتردام من بين 70 كنيسة في باريس والتي تملكها الدولة الفرنسية. والكنيسة الكاثوليكية لها الحق الحصري في استخدامها لأغراض دينية إلى الأبد.
وسبق ان تعرضت الكنيسة لفترات من التهديم واعادة البناء، ففي عام 1548، دمرت أضرار الشغب نوتردام، أثناء عهد لويس الرابع عشر ولويس الخامس عشر، ثم خضعت الكاتدرائية لعمليات ترميم. وفي عام 1793، خلال «الثورة الفرنسية»، دَمرت ونُهبت العديد من كنوزها وتسببت الحرب العالمية الثانية بالمزيد من الضرر في نوافذها الزجاجية الملونة .
وكأن قدر هذا المعلم التاريخي والروحي ان يبقى دائما بين ثنائية الحياة والموت ... الهدم والبناء يمثل بحث البشرية الازلي عن خلاصها وسلامها المفقود الذي لم يأت بعد.
للحديث بقية: كاتدرائية نوتردام وأسبوع الآلام
- بقلم روعة قاسم
- 14:34 17/04/2019
- 738 عدد المشاهدات
حبس العالم انفاسه ليلة اول امس وهو يشاهد احتراق كاتدرائية نوتردام باريس احدى اهم المعالم التاريخية والدينية ليس