داعش والقاعدة فى حرب بنغازي ودرنة .. واستعادها من الدروع والتشكيلات القبلية عبر حرب الهلال النفطي والسيطرة على الموانئ .. واستعادها من المرتزقة وعصابات الجريمة عبر حربه فى الجنوب والسيطرة عليها .. اليوم جاء دور استعادتها من المليشيات والكتائب المؤدلجة المتمترسة بطرابلس
واضاف الكاتب الليبي «بحسب بعض ما وصلني من معلومات فإن هناك مشروعا قطريا بمساهمة ليبية يحاول هذه الايام إقناع دوائر أمريكية أن تفرض تغييراً خطيراً في الملف الليبي .. سيبدأ من محاولة الضغط على الجيش الوطني وربما تهديده من أجل ارجاعه الى برقة .. وهذا السيناريو تسعى اليه بقوة قطر مع بعض الجهات الليبية المقيمة في الخارج وبتواطؤ من فايز السراج .. وقيل أن الدوحة مستعدة لدفع ثمنه للسيد ترامب الذي لم يعد يمانع في اجراء الصفقات مقابل «الحماية» كما جاء في تصريحه العلني الشهير حيال أموال ليبيا المجمدة».
وأكد محدثنا أن «هذا السيناريو مثل اسقاط قطع لعبة الدومينو .. سيبدأ في شكل إنقاذ حلفاء امريكا أو ما يعرف بحكومة المجتمع الدولي للتخفيف من حدة التبعية المباشرة (السراج والإخوان وو) ولكنه سينتهي الى معضلة أكبر وهي جعل وجود مشروعين لا يلتقيان ولا يقبل أي منهما الأخر أمرا واقعا يستلزم حلا واقعيا نظرا لانعدام فرصة الدمج بينهما،وسيجري الاستدلال على ذلك أن ما جرى من قتال قد تم حله بشكل فك اشتباك دولي بين مشروعين متناقضين على أرض متنازع عليها ، وهو ما يجري إعداد الشعب (عبر الإعلام) لتقبله.. تماما كما حدث بين عدن وصنعاء قبل تقسيم اليمن ، فقد قسّم السودان ايام قبضة الدكتور حسن الترابي على السلطة .. ووقع دستور برايمر الذي ضيع العراق أيام وجود الدكتور طارق الهاشمي فى السلطة !!.. وعندها قد يكون الوقت متأخرا حتى لقبول الفيدرالية كحل منطقي وعقلاني» على حد تعبيره .
وبخصوص التصعيد المتوقع وهل سيلغي ذلك اي بادرة لحل سياسي قريب أجاب محدّثنا بالقول «اكيد نحن امام تصعيد مبرر .. بالنظر الى محاولة السراج تثبيت المشهد على وضعية اثبت تقرير ديوان المحاسبة الاخيرة أنها وضعية فاسدة .. بل وصفها مبعوث الامين العام للامم المتحدة بأنها حالة نهب ممنهج للخزانة يؤدي الى ولادة مليونير كل يوم .. وضعية شرعنت للميليشيات وجعلتها غول ليبيا .. وفي تقديري ربما يؤدي هذا التصعيد الى تسريع الحل السياسي بعكس ما يتوقع البعض .. فاليوم اصبح السراج والمليشيات لا يمتلكون إلا العاصمة .. وهو أمر سيجعلهم يرضخون لاي تسوية سياسية» وفق تعبيره.
وبخصوص مصير مؤتمر «غدامس» الذي سينعقد الشهر الجاري أجاب محدثّنا أن مصير المؤتمر حتى الآن متأرجح ..وتابع « ولكن في اقرب الاحتمالين سيكون للجيش دور مهم في نتائج هذه المرحلة .. ففي حال فرضت القوى الدولية عقد الملتقى فسيعقد وفق ترتيبات ابو ظبي التى كان الجيش طرفا اصيلا فيها .. وفي حال افشلت القوى المتخوفة من الملتقى انعقاده .. فسيصل المجتمع الدولي الى قناعة أن سيطرة الجيش اولا ثم ترتيب المرحلة الانتقالية سيكون أمرا واقعا.
وأكد عيسى عبد القيوم بأن الحل النهائي للازمة الليبية لن يكون إلا عبر الانتخابات وولادة دولة مدنية وهذا ما وعد به الجيش في اكثر من وثيقة رسمية منها اتفاق ابوظبي الاول والثاني .. وإعلان باريس .. ولقاء باليرموا .. ووثيقة توحيد الجيش التي وقعت بالقاهرة .