قال الكاتب والمحلل السياسي الجزائري نجيم حدفاني لـ«المغرب» أن المظاهرات المستمرة في الشارع الجزائري رغم استقالة بوتفليقة هدفها رحيل رموز السلطة السياسية الذين دعموا العهدة الخامسة وكانوا جزءا من منظومة السلطة الفاسدة في الفترة السابقة .
وأضاف حدفاني أنّ المؤثر الفعلي حاليا في الجزائر هو الشعب ولا احد غير الشعب ، متابعا أن المظاهرات لسبعة اسابيع متتالية تمّت دون قطرة دم واحدة ، ودون أي تخريب او مساس بالمرافق العمومية او الممتلكات الخاصة، لتشكل بذلك سابقة في تاريخ الشعوب والأمم.
• ماتعليقكم على المشهد الجزائري الرّاهن والتطوّرات السياسية المتسارعة وآخرها إقالة قائد المخابرات اللواء بشير طرطاق ؟
أعتقد أن إعادة تبعية جهاز المخابرات لوزارة الدفاع بعد إقالة اللواء طرطاق وإلغاء منصب منسق الأجهزة الأمنية (وضع ما قبل 2015) يدخل في إطار تفكيك القبضة الحديدية للرئيس السابق وعصابته التي كانت تتحكم في مفاصل الدولة السياسية والاقتصادية. وبالتالي إلغاء منصب منسّق الأجهزة الأمنية لتعود المخابرات تابعة لوزارة الدفاع الوطني بعدما كانت تابعة لرئاسة الجمهورية منذ 2015.
• هل بدأت مؤسسة الجيش في بسط نفوذها في الجزائر وهل نحن امام سيناريو مصري جديد؟
اليوم مظاهرات جديدة من اجل رحيل رموز السلطة السياسية الذين دعموا العهدة الخامسة الرئيس السابق وكانوا جزءا من منظومة السلطة الفاسدة في الفترة السابقة .. والشعب سيطالب برحيلهم. والمظاهرات ستؤكد مرة أخرى متانة العلاقة بين الشعب والجيش .
الحالة الجزائرية حالة خاصة تختلف تمام الاختلاف عمّا حدث في مصر ، مؤسسة الجيش في الجزائر ترافق وتحمي الحراك الشعبي وتضمن حماية الحياة الدستورية في البلاد. وقائد الأركان أكد في عدد من الخطابات ضرورة تطبيق المواد 7 و 8 من الدستور لتأكيد أن الشعب هو مصدر السلطات ويمارس سيادته بنفسه لدحض اي افتراءات او اتهامات بأن الجيش يسعى لبسط نفوذه على السلطة ، الجيش واع بمسؤوليته وبمهامه الدستورية حماية الدولة والشعب وسيرافق ويحمي ويضمن المرافقة والإنتقال الديمقراطي.في حوار مع صحيفتكم غداة الانتخابات الرئاسية 2014 وفوز بوتفليقة قلت لكم بأن هذا الوضع والفوز سيشكل مشهدا ضبابيا لمستقبل الجزائر في السنوات القادمة وبالفعل ذلك ما حدث.
• برأيكم من هو المؤثر الفعلي الان في المشهد الجزائري بعد استقالة بوتفليقة ؟
المؤثر الفعلي حاليا هو الشعب ولا احد غير الشعب ، ومؤسسة الجيش تحمي سلمية المظاهرات وتدفع لتحقيق مطالب الشعب وفقا للدستور الجزائري لضمان دستورية القرارات المتخذة.
المظاهرات لسبعة اسابيع متتالية بملايين المتظاهرين دون قطرة دم واحدة ، دون أي تخريب او مساس بالمرافق العمومية او الممتلكات الخاصة، لتشكل بذلك سابقة في تاريخ الشعوب والأمم.
• هل ستنجح الحكومة الانتقالية في الالتزام بالمواعيد الدستورية وإجراء انتخابات مبكرة ؟
من مطالب الحراك الشعبي هو التغيير الجذري لرموز السلطة السياسية السابقة ، مظاهرات اليوم مطلبها الرئيسي هو إسقاط حكومة بدوي وإقامة حكومة مستقلة برئاسة شخصية متوافق بشأنها لتسيير شؤون الدولة الفترة المقبلة، خاصة وأن رئيس الحكومة بدوي واغلب وجوه الحكومة الحالية من الوزراء هم جزء من منظومة الفساد والداعمين لعهدة خامسة للرئيس السابق.