مثلما اكدت ذلك مخرجات اللجنة الرباعية، غير ان هذا الدعم الدولي لم يقابله الفرقاء المحليون بالترحيب والارتياح بسبب الضبابية في اصرار المبعوث الاممي على التكتم عن مخرجات لقاء الامارات العربية المتحدة وتضارب تصريحاته حول اللقاء ومضمونه.
التسريبات في الغرض شحيحة للغاية وقد افصح عنها القائد العام للجيش خلال اشرافه في بنغازي على اشغال ملتقى شبابي جمع اغلب مناطق ليبيا ، حيث ذكر حفتر قرب الاعلان عن حكومة موحدة خلال الاسابيع القادمة بمعنى ان اهم مخرجات ملتقى غدامس هي حكومة جديدة موحدة تضع حدا للانقسام السياسي والحكومات الموازية اما تصريحات السراج فهي لم تحمل جديدا عدا التمسك بعدم عسكرة الدولة .
مع ان اغلب الملاحظين اكدوا مرارا وتكرارا بان عهد الانقلابات العسكرية انتهى وأنّ القائد العام للجيش لو كان لديه هذه الرغبة في الاستيلاء على الحكم في طرابلس لفعل. ومنذ كشف المبعوث الخاص الامين العام للأمم المتحدة عن موعد انجاز الملتقى الجامع في منتصف افريل الحالي، تتالت مواقف الاطراف المحلية بين داعم ومتحفظ على اداء وتعاطي غسان سلامة مع الحدث أول التحفظات تتعلق بقائمة الحضور. مؤكدا ان تلك القائمة جاهزة لديه وجاءت خطوة مجلس النواب عبر جلسة امس لتزيد الغموض والجدل حول المدعوين لحضور المؤتمر الجامع، اذ قرر البرلمان بالأغلبية تفويض رئيسه عقيلة صالح باختيار قائمة اسمية لم يستقر على موقف محدد من الملتقى الجامع.
هذا عن الجانب السياسي اما عسكريا او بصورة ادق ما يتعلق بالمجموعات المسلحة و المليشيات في طرابلس وغرب ليبيا. فقد اعلنت ما تعرف بقوة حماية طرابلس عن اتفاق مع مناطق الوسطى طرابلس والمنطقة الغربية العسكرية التابعة لحكومة الوفاق لتشكيل قيادة موحدة للحيلولة دون حرب متوقعة بين ابناء تلك المناطق، اي غرب ليبيا في اشارة لنفوذ حفتر المتزايد ومهاجرة الكثيرين من طرابلس والزاوية وغريان وصبراتة وحتى مصراتة بدعم القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر .
الجدير بالإشارة الى ان ما يسمى بقوة حماية طرابلس كانت رفضت دخول قوات المنطقة الوسطى الى طرابلس عند اندلاع الحرب في طرابلس بين اللواء السابع من ترهونة ومجموعات مسلحة من طرابلس، وبذلك لم ترضخ قوة حماية طرابلس لقرار حكومة الوفاق التي استدعت القوة الوسطى الى طرابلس بمعنى اخر فإن ما يسمى بقوة حماية طرابلس هي جسم عسكري مليشياوي غير شرعي وذو طابع جهوي بسبب رفضه دخول اية قوات الى العاصمة من خارجها.وهذا ما سوف يجعل ما اعلنته قوة حماية طرابلس عن اتفاق بإيجاد قيادة موحدة من سرت حتى راس جدير أمرا مستحيل للتنفيذ .
خيارات متعددة
الترويج لبعث قيادة موحدة للمجموعات المسلحة غرب ليبيا يقود الى طرح السؤال الاتي وهو موقف اللواء السابع ترهونة القريب من القيادة العامة وقبائل ورشفانة وصبراتة ومدن باطن جبل تيجي والرجبان الداعمة للجيش الوطني المنطقة الغربية مقبلة على تطورات عسكرية كبيرة سيكون فيها للقبائل دور حاسم في ترفيع الكفة لهذا الطرف او ذاك وبالتعامل مع موقف دول الجوار والاقليم التي ملت من عبث المليشيات والفوضى، بما يؤكد ان تلك الاطراف الخارجية سوف تدعم الطرف الاقوى على الارض والضامن لمسار التسوية السلمية للازمة المرسوم والمتفق عليه في قمة الإمارات العربية المتحدة واحد مخرجات ملتقى غدامس المرتقب المجموعة الدولية حسمت الامر والمشهد ما بعد محطته غدامس .
مفوض الاتحاد الافريقي في طرابلس وبنغازي
إلى ذلك كشفت مبعوثة الاتحاد الافريقي لدى ليبيا وحيدة العياري في تصريح لـ«المغرب» عن زيارة رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الى العاصمة الليبية طرابلس وبنغازي لبحث اخر التطورات اياما قبل انعقاد الملتقى الجامع في غدامس. العياري افادت بان مفوض الاتحاد الافريقي والوفد المرافق التقى رئيس الرئاسي ورئيس مجلس الدولة كما زار مركز الاحتجاز للمهاجرين الكائن بطريق السكة، وعاين اوضاع المحتجزين مبديا عظيم التفهّم لأوضاعهم. أما في بنغازي فقد اجتمع مفوض الإتحاد الإفريقي بالقائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر اين اكد رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي الإلتزام بمساعدة الليبيين على تجاوز الازمة والحرص على بذل جميع الخطوات الممكنة في سبيل حلحلة الازمة و من ذلك إنجاز مؤتمر المصالحة الوطنية الشاملة . وعلى علاقة بمؤتمر المصالحة الوطنية وضحت رئيسة البعثة الإفريقية لدى ليبيا في تصريحها لـ«المغرب» بأن قمة الإتحاد الإفريقي الأخيرة بأديس أبابا شهر فيفري الفارط كانت قد برمجت اجتماع لجنة الرؤساء رفيعة المستوى مطلع أفريل وتمّ تأجيلها إلى ما بعد أفريل .
وحيدة العياري أبدت تفاؤلا كبيرا في انفراج أزمة ليبيا قريبا مراهنة على حكماء ليبيا وتغليب مصالح الوطن على المصالح الضيقة.