انتظمت يوم أمس الثلاثاء تظاهرة إعلاميّة ثقافية لدعم القضيّة الفلسطينية وإعادة الإشعاع لها بعد تراجع الاهتمام بفلسطين كقضية أمن قومي عربي مشترك . وتتزامن هذه الندوة مع انطلاق الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية المزمع انعقادها بتونسيوم الأحد المقبل 31 مارس بمشاركة القادة العرب.
نظمت التنسيقية التونسية من أجل فلسطين وعدد من منظمات المجتمع المدني في تونس وسفارة دولة فلسطين بتونس امس ندوة بعنوان’’ فلسطين والأمن القومي العربي’’ .ودعا المشاركون في الندوة الى ضرورة اعادة الاشعاع والاهتمام الى القضية الفلسطينية باعتبارها قضية عربية مشتركة ، منددين بتراجع الاهتمام العربي بقضية محورية وجودية على غرار القضية الفلسطينية ومواجهة مخططات تمرير «صفقة القرن» برعاية أمريكية صهيونية.
من جهته قال السفير الفلسطيني في تونس د. هايل الفاهوم في تصريح لـ«المغرب» ان التصعيد الاسرائيلي الأخير ضدّ غزة وأيضا قرار ترامب الاعتراف بالسيادة المزعومة للكيان الصهيوني هو جزء من استراتيجية طويلة المدى تم ترتيبها منذ أكثر من قرنين لكن يتم تنفيذها الان .
وتابع «برأيي هذا التسارع أو التسريع في تنفيذ هذه الاستراتيجية المدمرة لتدمير وتفتيت العالم العربي والهيمنة على كل مصادره هذا يدلّ على بداية انهيار هذه الاستراتيجية من داخلها. واعتبر السفير» أنّ كل هذه المحاولات قوبلت بصمود تاريخي غير مسبوق يقوده شعب فلسطين الصامد». وأكد الفاهوم ان امريكا قدمت دعما اقتصاديا سياسيا ثقافيا وامنيا للكيان الصهيوني في مواجهة شعب أعزل لاقتلاعه من هويته الوطنية لكنها فشلت ، وتابع «نحن المعجزة وهم الفشل الذريع».
وبخصوص انتظارات الفلسطينيين من القمة العربية المزمع انعقادها في تونس يوم الاحد المقبل قال السفير الفلسطيني بتونس «نحن على أمل أن نعي ان العالم امام مفترق طرق خطير ، الموقف العربي الموحد سيعزّز مسارات استراتجيات مراكمة الحلول ، فالوقت حان ليصحو أشقاؤنا العرب في كل مكان تجاه هذه الحقيقة وهي حقيقة موضوعية في اطار الجوهر وليست في اطار الشكل».
وأضاف سفير دولة فلسطين «ان الشعب الفلسطيني مصر على الصمود رغم كل حلقات التخطيط الخارجية والإقليمية للتخلص من وجوده الجغرافي . فشعبنا فرض نفسه في اطار المعادلة الدولية وليس المعادلة الاقليمية فحسب . فالكل اراد ان ينهش من هذا الجسم والآن اصبحت دول كبرى . المؤكد اليوم هو انه ما لم تحل القضية الفلسطينية لن يكون هناك استقرار في العالم ..فلسطين اصبحت عنوان الحلول والاستقرار والسلام لكل من يسعى الى السلام واسرائيل هي عنوان الصراعات والتطرف في المنطقة والعالم».
«تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية»
هذا وندد المشاركون بالتراجع المريب للقضية الفلسطينية على جدول اهتمامات النظام العربي الرسمي بعد التلاعب بمفهوم الامن القومي العربي، وما يشكله ذلك من مدخل خطير للإطاحة بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني عبر تمرير ما يسمى بصفقة القرن.
ودعا الحاضرون في الندوة القادة العرب في قمة تونس «للإسراع بإعادة الاعتبار للاهتمام بالقضية الفلسطينية وتقديم كل اشكال الدعم للشعب الفلسطيني لتجذير صموده في ارضه والتمسك بحل الدولتين». واعتبر المشاركون هذه الندوة بمثابة الدعم للشعب الفلسطيني والرد على «مشروع صفقة القرن» الذي يهدف إلى «تأييد احتلال فلسطين وعاصمتها القدس العربية».