و يرفضون إجراء الانتخابات وقال ان مطالب الحراك الجزائري تتلخص في المطالبة بحلول سياسية جذرية مثل انتخاب مجلس تأسيسي وتعديل الدستور وتشكيل حكومة وطنية ...
واضاف في حديثه لـ«المغرب» ان التعبير عن الرفض بدأ على شبكات التواصل الإجتماعي و على صفحات بعض الجرائد وتصريحات بعض الشخصيات. ثم تحول وبعفوية الى هبة شعبية وحدث الاتفاق دون قيادة معروفة ولكن على شبكات التواصل الإجتماعي على تنظيم مسيرة في كل الولايات الجزائرية كانت البداية لهذا الحراك.
• ماذا يحصل اليوم في الجزائر؟
تعرف الجزائر منذ ما قبل 22 فيفري احتقانا وترقب عدول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المنتهية عهدته عن الترشح للانتخابات الرئاسية المزمع تنظيمها 18 افريل القادم. لكن أحزاب الموالاة و المحيطين بالرئيس يؤكدون كل يوم و بإصرار ترشح بوتفليقة للمرة الخامسة. هذا الامر جعل الشعب تقريبا بكل أطيافه يعبر عن رفضه التام لهذه المهزلة و هي ترشيح رئيس مريض لقيادة البلاد لخمس سنوات أخرى. ما حصل في البداية ان التعبير عن الرفض بدأ على شبكات التواصل الإجتماعي وعلى صفحات بعض الجرائد وتصريحات بعض الشخصيات. ثم تحول وبعفوية الى هبة شعبية وحدث الاتفاق دون قيادة معروفة و لكن على شبكات التواصل الإجتماعي على تنظيم مسيرة في كل القطر الجزائري، على ان تكون سلمية و متحضرة. و هذا ما حدث فعلا يوم 22 فيفري. مباشرة بعد ذلك استمرت المسيرات بنفس النهج لحد الآن ويوم 8 مارس القادم ستكون هناك مسيرة قد تفوق 20 مليون من المتظاهرين.
• ما هي مكونات الحراك الدائر؟
كما اسلفت ليس هناك قيادة معينة للمسيرات والمظاهرات. هو حراك افقي يشترك فيه كل الشعب. و قد تم تنظيم مسيرات من قبل طلاب الجامعة، المحامون، الثانويات، النقابيون و فئات اجتماعية اخرى ...كلها مع العائلات تشترك في المسيرة الكبرى ليوم الجمعة يوم 22 فيفري و 01 مارس و بعد غد 8 مارس. وقد انضم للحراك المنظمة الوطنية للمجاهدين وابناء الشهداء واتحاد المحامين وتقريبا كل احزاب المعارضة اضافة الى جمعيات رجال الاعمال .
• هل من مخاوف من تدخلات خارجية تبعد الحراك عن مساره الصحيح كما حصل في ليبيا وسوريا؟
في المطلق كل حراك مفتوح على كل الاحتمالات لكن هناك اصرار قوي على سلمية المسيرات و قد برهن الملايين الذين شاركوا لحد الان على حس عال من الرقي و التحضر. و جدير بالذكر ان المسيرات انطلقت في 48 ولاية. كما ان المعارضة هزيلة جدا و قد دفعتها الأحداث الى الانضمام الى الحراك بعدما كانت تستعد للدخول في مناخ الانتخابات و بقاء امر البلاد على حاله.
• الى اين ستؤول الاوضاع وكيف يمكن تجنيب البلاد السيناريو الأسوأ؟
من بين الشعارات التي رفعها المتظاهرون «الشعب يريد السلم و النظام اما النظام يريد الفوضى» من خلال المسيرات الكبيرة قال الشعب كلمته يرفض رفضا قاطعا العهدة الخامسة و يرفض استمرار الوضع على حاله. الكرة في مرمى السلطة. لابد من تأجيل الانتخابات، مرحلة انتقالية، وانتخاب مجلس تأسيسي ثم حكومة وطنية.
• ما رأيكم في موقف الجيش ؟
خلال اللقاء الذي ترأسه الفريق أحمد ڤايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي نهار اول أمس بالأكاديمية العسكرية لشرشال «الرئيس الراحل هواري بومدين» اكد على الجهود التي بذلت ولاتزال تبذل في سبيل تطوير كافة مكونات الجيش الوطني الشعبي مشيدا بتلك الرابطة القوية بين الشعب الجزائري وجيشه والتي ما انفكت تتقوى يوما بعد يوم، مؤكدا أن كل خطوة تطويرية طموحة تخطوها قواتنا المسلحة هي جزء لا يتجزأ من طموحات شعبنا: واكد الفريق مجددا التزام الجيش الوطني الشعبي واستعداده الكامل لتوفير الظروف الآمنة التي تكفل للشعب الجزائري أداء واجبه وحقه الانتخابي في جو من الأمن والسكينة والهدوء قائلا: «فالجزائر على أعتاب استحقاق وطني هام، والجميع يعلم بأننا قد التزمنا في الجيش الوطني الشعبي، وكافة الأسلاك الأمنية الأخرى كل الالتزام، بأن نوفر له وللجزائر كل الظروف الآمنة، بما يكفل تمكين شعبنا من ممارسة حقه وأداء واجبه الانتخابي في كنف الأمن والسكينة والاستقرار، وتلكم مسؤولية وطنية جسيمة لا بد أن يتحملها الجميع، وتأكدوا أن الجيش الوطني الشعبي، الذي يعي جيدا التعقيدات الأمنية التي تعيشها بعض البلدان في محيطنا الجغرافي القريب والبعيد، ويدرك خبايا وأبعاد ما يجري حولنا، وما يمثله ذلك من أخطار وتهديدات على بلادنا التي تبقى دوما مستهدفة من أعدائها لأنها محسودة على نعمة الأمن التي يتمتع بها شعبها، قلت إن إدراك الجيش الوطني الشعبي لكل ذلك، سيجعله في غاية الفطنة والتيقظ وسيكون دوما، حارسا أمينا للمصلحة العليا للوطن وفقا للدستور ولقوانين الجمهورية، وسيعرف، بفضل الله تعالى وعونه، كيف يكون في مستوى المسؤولية المطالب بتحملها في كافة الظروف والأحوال، فالجميع يعلم أن الجزائر قوية بشعبها وآمنة بجيشها». واعتقد ان خطاب قائد الاركان رغم بعض الغموض فهو نوعي ويؤكد وقوف الجيش الجزائري مع الشعب ..