دخول الجيش المدينة، بعد مواجهات مسلحة مع مجموعات تشادية مسلحة وعصابات التهريب لكن مصدرا مما يسمى بحماية الجنوب نفى الخبر مؤكدا جاهزية تلك القوة وتصديها لتقدم قوات حفتر على حد وصفه.
بقطع النظر عن تأكيد ونفي دخول الجيش وسيطرته على ثاني اكبر مدينة في الجنوب الغربي بعد سبها . الثابت ان الجيش يواجه بعض الصعوبات في تنفيذ مراحل العملية العسكرية التي اطلقها جنوب غرب ليبيا بسبب ارتباط تبو مرزق بالتبو الذين يشكلون الاغلبية الساحقة للمجموعات المسلحة التشادية وارتباط مرزق ايضا بالتهريب بكل انواعه . وتتحاشى قوات الجيش المغامرة اقتحام مرزق بقوة السلاح ،وسقوط ضحايا من المدنيين في ظل فشل المفاوضات بين ممثلي الجيش واعيان التبو هناك. تدرك القيادة العامة للجيش تداعيات اية عملية عسكرية داخل مرزق دون اتفاق على تسليم المدينة سلميا . سيما وان المعارضين لحفتر يترصدون اخطاء من ذلك النوع . علما كذلك أنّ بعثة الامم المتحدة والمجلس الرئاسي طالبا بتحييد المدينتين وضمان حمايتهم على علاقة بالتطورات العسكرية الجارية في الجنوب الغربي.
الجدير بالملاحظة ان مدينة مرزق ذات اهمية بالغة بالنسبة لحركات المعارضة التشادية وعصابات التهريب والجريمة العابرة للحدود نظرا لموقعها وتعداد سكانها الكبير الذي يسمح للمجموعات بالاحتماء بالمدنيين. الشيء الذي يؤكد صحة الانباء عن دخول الجيش للمدينة ثم انسحابه الى اطرافها وتكثيف عمليات القصف الجوي على مواقع بعيدة عن السكان.
امنيا دوما انطلق امس اجتماع امني ضخم لدول الجوار الجنوبية لليبيا لبحث تنفيذ خطة تامين الحدود المشتركة مع ليبيا ،وكانت تشاد المعنية اكثر من غيرها بأمن جنوب الجارة ليبيا دفعت بتعزيزات عسكرية الى المناطق الشمالية كما نفذ طيرانها عدة غارات استهدفت مقاتلين فارين من مناطق المواجهات في جنوب غرب ليبيا وكان سلاح الجو الفرنسي بدوره انجز غارات في ذات الاطار.
السؤال المطروح الى اين تتجه التطورات العسكرية الجارية حاليا، وهل ينجح الجيش الليبي في عمليته الراهنة وهي الخامسة من نوعها وأي دور لحكومة الوفاق في ما يجري ؟ الواضح ان حكومة السراج عاجزة عن فعل شيء فهي لم تستطع انشاء ولو نواة للجيش وحتى المناطق العسكرية التي بعثها السراج لم تتخل عن سلوكها المليشياوي، والدليل ان منطقة طرابلس مثلا ترفض دخول قوة الوسطى او الغربية وأية قوة اخرى لدعم امن طرابلس.والسراج كذلك لا يحظى بدعم قبائل الجنوب باستثناء تبو مرزق اما عن مدى امكانية نجاح الجيش فهو رهين دعم القبائل و سيطرة القائد العام على ضباطه لمنع حصول اي اخطاء.
نجاح تحركات الجيش جنوب ليبيا رهين التزام حلفائه بدعمه سيما تشاد وفرنسا المؤثرتين في اقليم فزان.اللافت ان تحرك الجيش ساهم الى حد الان على الاقل في السيطرة على سبها المحطة الرئيسية للهجرة غير الشرعية. والاتحاد الاوروبي اقر بنقصان تدفق الهجرة. لكن ذلك لن يكفي طالما أن مرزق مازالت خارج نفوذ الجيش.
مؤشر خطير
في سياق اخر اكد رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى الجامع محمد العباني قيام مجموعة مسلحة بتدمير منزله الكائن بخلة الفرجان جنوب طرابلس. العباني اشار الى ان من قام بالعملية هي القوة الرابعة للأمن المركزي التابعة للداخلية ويقودها صلاح المرغني ،ويرى متابعون بان استهداف منزل رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى الوطني الجامع تتعدى شخص رئيس اللجنة لتؤكد وجود جبهة معارضة لاية تسوية سلمية للازمة الليبية، وان كل طرف مستفيد من الفوضى الراهنة سوف يفشل مساعي انجاح الملتقى الجامع.
ويجمع المتابعون على حاجة ليبيا الى التهدئة والبناء على اي نجاح مهما كان مصدره وفسح المجال امام المبادرات الصادقة والجدية والأفكار النزيهة، وبذلك فقط يمكن لليبيين حل ازمتهم والقطع مع عناد لا طائل من ورائه و مادون ذلك فسوف يوفر الفرصة للطامعين في ثروات ليبيا من مختلف الدول لمزيد التدخل في الشأن الداخلي الليبي.