الجيش الليبي على علاقة بعملية تطهير الجنوب، واتهم البرلمان مندوب ليبيا بالخيانة علما بان غسان سلامة المبعوث الاممي بارك عملية الكرامة مؤكدا استماعه لأهالي الجنوب الذين رحبوا بالعملية.
عموما فان توسع نفوذ حفتر خلط الاوراق من جديد واربك فائز السراج ومرة اخرى بدا ان رئيس المجلس الرئاسي واقع تحت ضغط المجموعات المسلحة، كما اكدت الأحداث الاخيرة بان بلوغ التوافق مازال بعيدا وما سوف يعجل بوقوعه هو تأكيد التفوق الواضح لأحد اطراف الصراع على الارض وتسليم القائد العام المنشآت النفطية كافة للوطنية للنفط .
وبذلك يبرهن حفتر على احترامه لقرارات مجلس الامن الدولي حيث ان قواته دخلت سبها وتسلمت المعسكرات والمواقع الرسمية دون اقتتال، وانما منح مهلة للمجموعات المسلحة فقط ونفس الصورة وقعت عند تسلم حقل الشرارة النفطي.
هذا عن التطورات العسكرية اما سياسيا وعلى هامش انعقاد الدورة 32 للاتحاد الافريقي فقد اجتمعت اللجنة الرفيعة المستوى لتدارس الملف الليبي وذكر مصدر من اديس ابابا بان النية تتجه للترويج لمؤتمر مصالحة وطنية في ليبيا والذهاب لانتخابات عامة مع حلول شهر اكتوبر من العام الحالي .
استرجاع حقل الشرارة
تمكنت قوات الجيش التابع لرئاسة اركان مجلس النواب من استرجاع حقل الشرارة النفطي بطريقة سلمية ودون قتال.فيما رحب فائز السراج وسلطات طرابلس بما فيها النائب العام باستعادة السيطرة على حقل الشرارة النفطي اكبر حقل نفطي في ليبيا بطاقة انتاج يومي ب350الف برميل من المجموعات المسلحة وحراك غضب الجنوب .
فرقة عمليات الكرامة اكدت استكمال بسط نفوذ الجيش على كامل مكونات الحقل بما فيها المباني السكنية واستعداد الجيش لتسليم الحقل للمؤسسة الوطنية للنفط . الى ذلك اظهر الجيش صرامة كبيرة في تنفيذ قراراته من ذلك اعتراض سلاحه الجوي لطائرة مدينة قادمة من طرابلس نحو الجنوب ومنعها من الهبوط بسبب عدم حصولها على اذن مسبق وقبل ذلك قامت مقاتلة تابعة للكرامة بتدمير مهبط حقل الفيل .تزامن ذلك مع ارسال تعزيزات عسكرية من برقة في اتجاه سبها اين تتجمع قوات حفتر والقوات المساندة كما اعلن الجيش سيطرة الكتيبة 173 مشاة على منطقة ام الارانب جنوب غرب الكفرة .
وبالعودة الى الحقل الشرارة ذي الاهمية البالغة يرى مراقبون بان ورقة النفط يتسابق كل الفرقاء المحليون لوضعها تحت ايديهم لاستغلالها عند التفاوض، وان الصراع عليها اخذ الكثير من الوقت وسبب خسائر بالمليارات للدولة الليبية. فالحرب على موانئ التصدير لوحدها شهدت ما بين 6و5 جولات انتهت بانتصار حفتر. وفي الاخير تمكنت بدعم القبائل من الاستيلاء على اغلب الحقول النفطية ولكى يستولي حفتر على قطاع النفط انتاجا وتصديرا جاءت عملية تطهير الجنوب التي لاتخلو من اهداف سياسية وتحرك قواته نحو حقل الشرارة الذي يزوّد مصفاة الزواية غرب طرابلس بخام النفط والغاز . ونظرا للصراع الفرنسي الايطالي لا يستبعد المراقبون ان تكون فرنسا قد اوعزت لحليفها حفتر بالتحرك جنوب ليبيا والسيطرة على الحقل الذي ينتفع منه حلفاء ايطاليا .
والدليل علي ذلك ان ايطاليا تحركت عسكريا سريعا عبر ارسال قوات خاصة للتدخل السريع في مصراتة. وزارة الدفاع الايطالية ذكرت ان القوة مخصصة لحماية البعثة الايطالية . ولكن يضيف المتابعون ان روما سبق لها ان ارسلت قوات الى غرب ليبيا ولا مبرر لإرسال المزيد إلا على علاقة بالتطورات العسكرية الاخيرة وعجز حلفائها في مصراتة وطرابلس عن التصدي لتقدم قوات حفتر .