على تحرك قوات حفتر وسيطرتها الكاملة على عاصمة الجنوب سبها وإطلاق عملية عسكرية تحت شعار تطهير الجنوب.حيث أعلن الرئاسي توقيع السراج على قرار بتعيين آمر عسكري لمنطقة سبها أياما قليلة بعد اجتماع السراج مع أمراء مناطق الوسطى الغربية و طرابلس ،خطوة دون ريب سوف تزيد من تعميق الخلاف بين الفرقاء الليبيين، سيما بين حفتر والسراج و تؤثر سلبا على مساعي البعثة المهنية في انتزاع تفاهمات دنيا حول مخرجات الملتقى الوطني.
في ذات السياق تساءل طيف من المتابعين للمشهد العسكري عن موقف البعثة الاممية من التطورات جنوب ليبيا ، إذ تؤكد كل المؤشرات بان الصدام بين قوات حفتر و قوات السراج قادم و إن أزمة الجنوب لن تعرف طريقها للحل. ويرى المتابعون بان الأمم المتحدة مازالت لديها فرقه لقطع الطريق العام اي تقعيد جديد عبر دعوة و مطالبة الطرفين بالالتزام بقرار وقف إطلاق النار وحماية المدنيين .
مواجهة مؤجلة
ميدانيا لدى قوات حفتر لواء مشاة وعدد من الكتائب إضافة إلى ما يعرف بالقوات المساندة من القبائل الداعمة لحفتر، بينما لم يعرف في أي لحظة سوف تتجه قوات حكومة الوفاق للجنوب علما بأن الرئاسي أمر اللواء السادس التابع له بمغادرة سبها بمجرد دخول قوات حفتر .واضح من تلك التعليمات بان السراج يحاول منع أي صدام بين الطرفين لكن تحت ضغوط ممثلي الإسلام السياسي داخل الدولة عاد السراج واتخذ قرار تعيين أمر عسكري سبها.
أما فيما يتعلق بولاء القبائل نجد قبائل التبو المتواجدين بمرزق وأم الأرانب وجزء الكفرة والقطرون، يرفضون وجود قوات حفتر ،ويمكن إضافة قبائل أولاد سليمان لجبهة الرفض لوجود قوات الكرامة بمعنى آخر أن هذه القبائل سوف تدعم قوات السراج وترحب بتعيين آمر عسكري لمنطقة سبها.
أما القبائل الداعمة لحفتر فهي الحساونة المقارحة القذاذفة ،الجدير بالإشارة الى أن قوات حفتر أكدت في مناسبات سابقة أنها لن تقاتل أبناء الوطن لكن التطورات الأخيرة بتعيين السراج الأخير قد يدفع حفتر لتغيير موقفه.
وفد وساطة من برقة
من اجل التهدئة في الجنوب مرزق اتجه وفد من أعيان برقة إلى مرزق المنددة بتدخل سلاح جو الكرامة و استهدافه لمواقع على أطراف المدينة لكن الوفد لم يتمكن من الجلوس إلى أعيان مرزق الذين رفضوا الوساطة
ان رفض أعيان مرزق استقبال وفد أعيان برقة ،يؤكد أن النسيج الاجتماعي تأثر بالصراعات السياسية والعسكرية . إلى ذلك طالب نشطاء بالمجتمع المدني كلا من مجلس النواب و مجلس الدولة إعلان الجنوب منطقة منكوبة وإعلان حالة الطوارئ في المنطقة تحاشيا لأي تطورات عسكرية قد تنسف التسوية السياسية وسط فشل مساعي الأمم المتحدة بعقد الملتقى الوطني الجامع.
و لفت النشطاء من أبناء الجنوب بان الأطراف المتصارعة على السلطة في شمال ليبيا تعمل على تصفية حساباتها في إقليم فزان . و كأن الجنوب لم تكفه أطماع الخارج لتضاف إليها مغامرات الأخوة وشركاء الوطن من طرابلس و برقة . وناشد النشطاء عقلاء الجنوب التفطن سريعا لما يحاك للجنوب من مؤامرات خارجية طمعا في ثرواته.