المصادر اشادت بالترحيب الشعبي بالعملية سواء من خلال بيانات التأييد او من خلال الاقبال المتزايد من طرف منتسبي المؤسسة العسكرية من ابناء اقليم فزان.
وحول آخر المستجدات العسكرية والأمنية افاد شهود عيان بان حالة من التوتر والحذر تسيطر على مدينة غدوة التي عرفت مواجهات مسلحة بين اللواء 73 مشاة التابع للجيش المدعو بالقوات المساندة من جهة ومقاتلي المعارضة التشادية والجماعات الارهابية المتحالفة معها انتهت بانسحاب تلك المجموعات وسقوط عدد منها بين قتلى وجرحى واسرى، فيما سقط أربعة قتلى من الجيش وتسجيل اصابات لم تتوفر معطيات دقيقة حول عددها وكل ما توفر هو قدوم سيارات الاسعاف من كافة مستشفيات الجنوب لنقل الجرحى الى بنغازي واجدابيا.
على علاقة بالأحداث الدائرة بإقليم فزان وسيطرة الجيش على عاصمته سبها وتنفيذ مقاتلات سلاح الجو الليبي لغارات على موقع للمعارضة التشادية على تخوم مدينة مرزق ، جرى تضييق الخناق على تلك المجموعات، مما دفع بأعداد من مقاتليها إلى الفرار نحو عمق الاراضي التشادية على متن سيارات رباعية الدفع.
غير ان المقاتلات الفرنسية المرابطة في قاعدة فرنسية داخل النيجر سارعت بالتصدي الى سلسلة من الغارات . وتستند فرنسا في تدخلها على اتفاقية امنية مع ليبيا سابقة وقعت بين البلدين بعد اسقاط النظام القذافي و تتعلق بتأمين الحدود الجنوبية لليبيا . واعتبر نشطاء سياسيون ان التدخل من اقليم فزان دفاع عن دولة تشاد الحليفة لباريس ولا علاقة له بحالة الفوضى جنوب ليبيا . ويؤكد هؤلاء على ان فرنسا وغيرها من الدول الغربية كانت ترصد جحافل المهاجرين نحو ليبيا ولم تحرك ساكنا بل ابعد من ذلك فان احد مسالك الهجرة غير الشرعية يقع على مسافة قريبة من مقر شركة ارييا المختصة في استخراج واستغلال الاورانيوم شمال النيجر كما تتواجد قوات فرنسية في تشاد، ولفت النشطاء الى ان بعض الاطراف الدولية وضمنها فرنسا تسعى لنجاحات الجيش الليبي في تطهير الجنوب حتى تظهر على انها ساهمت في تلك العملية .
حقيقة اهداف عملية تطهير الجنوب
رغم تأكيد المتحدث باسم قوات حفتر على ان اهداف العملية الجارية جنوب البلاد لا تتعدى طرد المجموعات التشادية، وإعادة الامن للمنطقة بعد فشل حكومة السراج في ذلك الا ان البعض ما زال يشكك في حقيقة تحرك القائد العام للجيش. و اكد هؤلاء على ان حفتر خرق لأول مرة مخرجات اتفاق باريس المتعلق بوقف اطلاق النار. من اجل الاستيلاء على ورقة الجنوب ونجاحاته هناك لاستغلالها عند اية مفاوضات للتسوية، ويجمع شق من المتابعين لمسار المفاوضات على ان القائد العام اذا ما تيقن ان مخرجات الملتقى الجامع ستكون لصالحه فسوف يعرقل انعقاده لذلك اكد المبعوث الاممي على ضرورة حصول تفاهمات قبل الملتقى الجامع.
الجدير بالإشارة ان عدة اطراف اخرى تعرقل اجراء و انجاز الملتقى الجامع منها مجلس النواب ومجلس الدولة و حتى المجلس الرئاسي.انطلاقا من هذا يرى المراقبون بان البعثة حقا تواجه مصاعب سوء تجبرها على ضريبة تأجيل الملتقى.
في هذا الاطار كشفت مصادر خاصة لـ «المغرب» بان البعثة الاممية والدول المؤثرة في الازمة الليبية تعمل حاليا على اقناع اقطاب الصراع بإيجاد تفاهمات مشتركة اي بين السراج وعقيلة صالح، خالد المشري وحفتر، اضافة الى احد الرموز المعروفة للنظام السابق. جهود البعثة تجري بالتعاون مع روسيا و فرنسا ودولة مؤثرة ومجاورة لليبيا.
وقد جرت مشاورات سرية في تونس بداية هذا الاسبوع على ان تتواصل تلك المشاورات و ربما كانت ضمنها زيارة سلامة او مساعدته للشؤون السياسية الى بنغازي للاجتماع مع حفتر وعقيلة صالح . غير ان ما يعرقل زيارة سلامة لبرقة هو موجة الرفض لتصريحاته الأخيرة، والمتعلقة بموقفه من تحرك الجيش رغم تراجع المبعوث الاممي عن تلك التصريحات تصاعدت مواقف برقة المنددة بانحياز سلامة لطرف دون اخر.مأزق جديد للبعثة ربما وجد رئيسها طريقة ومخرجا منه عبر تكليف مساعدته للشؤون السياسية.كما يمكن للبعثة اللجوء للوساطة لإقناع سلطات برقة بالتعاون للتسريع بانعقاد الملتقى الجامع الذي تتوقف عليه التسوية السياسية باعتبار ان روسيا سياستها متوازنة فيما بين طرابلس وبرقة .