فيما اكد المتحدث الرسمي للقيادة العامة للجيش الليبي العميد احمد المساوي بان غسان سلامة تحول الى خصم بسبب انحيازه لطرف على حساب طرف اخر.
وكان المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب كشف عن تعرض البرلمان لضغوطات من طرف المبعوث الاممي حتى يرضخ لإدارة البعثة و لو كان ذلك على حساب ارادة الليبيين التي يمثلها ليصبح برئيس ونائبين . من جانبه ذكر العميد المسماري في المؤتمر الصحفي الدوري للقيادة العامة للجيش بان سلامة اصبح يفتقر للنزاهة و الحياد من اطراف الازمة و بالتالي هو غير مرحب به في المنطقة الشرقية و طالب بطرده.
انقلاب سلطات برقة ممثلة في مجلس النواب عبر رئاسته و القيادة العامة للجيش جاء على خلفية تذبذب موقف غسان سلامة من العملية العسكرية الاخيرة التي اطلقها القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر في الجنوب الليبي انطلاقا من سبها . من رافض لها في البداية ثم تراجعه وترحيبه بها . تخبط سلامة اكد مرة اخرى بان البعثة بدورها تعمل تحت ضغوطات من الاطراف الدولية المؤثرة في الازمة الليبية سيما فرنسا وايطاليا.
ويرى مراقبون بان المبعوث الاممي يركز حاليا على ضمان انجاز الملتقى الوطني الجامع ودعم ومساعدة الخارج والداخل الليبي ، وان سلامة على يقين كامل بان حتى مجرد انعقاد الملتقى لن يكون إلاّ بدعم فرنسي – ايطالي، ويدرك ان رفض خطوة حفتر بإرسال قوات الى الجنوب سوف يثير غضب فرنسا . لذلك تراجع سريعا.
علما بان المبعوث الاممي وفي احاطات سابقة امام مجلس الامن وخلال تصريحات اعلامية ، دعا دول الاقليم ودول الاتحاد الاوروبي الى توحيد سياساتها حيال الملف الليبي . خاصة وان توحيد المواقف والتفاهمات الدولية خاصة الاوروبية حتما سوف يسهل حل الازمة ، غير ان شيئا من ذلك لم يتحقق بل تصاعد الخلاف بين دول الاتحاد الاوروبي . سيما مع صعود حكومة اليمين المتطرف برئاسة كونتي . خلاف اوروبي ضاعف متاعب البعثة الاممية وانعكس سلبا على ادائها . و يجمع المتابعون على ان انقسام الاتحاد الاوروبي ادى الى عرقلة تنفيذ خارطة الطريق الاممية من تأجيل الانتخابات والاستفتاء على الدستور ويخشى طيف من المراقبين من عدم تمخض الملتقى الجامع عن نتائج مهمة .
حيث تؤكد التسريبات بان كل ما سوف يتمخض عن ذلك الملتقى لن يتجاوز صياغة توصيات ومخرجات 77 ملتقى تحضيريا محليا دارت في مناطق البلاد . وبذلك يسجل دوران الليبيين في حلقة مفرغة.
الجيش يتسلم مطار سبها الدولي
بالعودة الى عملية تطهير الجنوب، اعلن عميد بلدية سبها حامد الخيالي استجابة جميع المجموعات المسلحة والعصابات الاجرامية والمسلحين الاجانب لطلب الجيش بإخلاء مواقعها في المدينة وتسليم المواقع قبل استعمال القوة . الخيالي افاد في تصريح لإحدى الفضائيات المحلية بان الجيش تسلم امس مطار سبها الدولي وقاعدة تمنهنت والقلعة وفندق الجبل . الى ذلك اعلنت القيادة العامة للجيش تسجيل توافد وانضمام منتسبي الجيش من ابناء المنطقة وتأكيد استعدادهم دعم عملية تطهير الجنوب من المرتزقة وعصابات الجريمة.
الجدير بالتنويه، بان العملية العسكرية الجديدة للجيش الليبي ضاعفت نفوذ حفتر وسحبت من السراج صفة القائد الاعلى للجيش في الجنوب . بفضل نجاح العملية العسكرية تلك تمكن حفتر من تعيين امر لمنطقة الجنوب العسكرية الذي هو اختصاص اصيل للسراج ، رغم التعدي على صلاحياته التزم السراج الصمت لحسابات معلومة . فالسراج يعلم ان الجنوب يكاد يضيع وان اكبر الحقول النفطية بالجنوب ، في الشرارة ، قد تسيطر عليها المجموعات المسلحة في كل لحظة لذلك فالسراج قبل مكرها بتحرك قوات حفتر.
على صلة بذلك التحرك اكدت مصادر من سبها ، تخطيط قوات الجيش للتوجه الى الحقول النفطية الشرارة والفيل ،وباقي الحقول لتحكم تلك القوات سيطرتها على قطاع النفط انتاجا و تصديرا . وتشدد ذات المصادر على ان ما يقوم به الجيش حاليا هو من صميم مخرجات مؤتمرات باريس وباليرمو ويحترم قرارات مجلس الامن الدولي .