قال الكاتب والمُحلّل السياسي العراقي ثائر عبطان حسن لـ«المغرب» أنّ روسيا تلعب دورا محوريا باعتبارها الطرف القوي الضامن لمحدودية تحركات القوات التركية في سوريا من حيث المساحة والزمن، بما يحفظ مصالح النظام السوري.وأضاف أن أي تنسيق مشترك او اتفاق مابين تركيا وروسيا سيكون محوره عدم السماح لوحدات الحماية الكردية إنشاء أي كيان مستقل يكون نواة لدولة كردية على المَدَيين المتوسط والبعيد باعتبار ذلك خطا احمر يهدد استقرار الأمن القومي في تركيا.
• لو تقدمون لنا قراءتكم لنتائج اللقاء بين فلاديمير بوتين و رجب طيب اردوغان؟
في ما يخص اللقاء بين أردوغان وبوتين ، فهو يتمحور أساساً حول العمل والتنسيق المشترك مابين تركيا وروسيا لعدم السماح لوحدات الحماية الكردية إنشاء أي كيان مستقل يكون نواة لدولة كردية على المَدَيين المتوسط والبعيد ، وهذا يَصبّ في صالح تركيا اولا كونه خط احمر يهدد كيان واستقرار الأمن القومي فيها ، وهو يَصْب أصلا في صالح روسيا حليفة الأسد التي أعلنت دوماً بأنها لا تسمح بتقسيم سوريا ، وهي حليفتها الاستراتيجيّة في المنطقة ، وتستضيف أكبر أسطول بحري حربي في موانئها.
• لو تقدمون لنا رؤيتكم للدور الذي تلعبه تركيا في سوريا خاصة بعد الانسحاب الامريكي؟
أما عن الوجود العسكري التركي في سوريا ، فهو لتنفيذ وإجهاض اَي مشروع كردي مدعوم أمريكيا لقيام مثل هذا الكيان ، وتركيا مستعدّة للتعامل مع الشيطان من أجل تحقيق هذا الهدف ، ولا ننسى التنسيق الثلاثي العسكري بين روسيا وإيران وتركيا الذي حصل على مستوى قيادات الأركان ، وهو لقاء غير مسبوق على مرّ التاريخ في العلاقات مابين هذه الدول، والسبب يعود لالتقاء مصالح هَذِهِ الدول الثلاث في عدم وجود كيان كردي مستقل يهدد مصالحها ويهدد أمنها القومي ، كما فعلت ايران في إجهاض دولة «مهاباد» التي اقامها مصدق منتصف القرن الفائت .
• هل يحاول اردوغان اللعب تحت غطاء الشرعية الدولية في سوريا لشرعنة أيّ تحرك لقوات بلاده في سوريا ؟
سعي اردوغان لشرعنة وجود قوّاته العسكرية في سوريا ، هو يُحاول إحياء اتفاقية قديمة وُقعت في زمن حكم حافظ الأسد في سبعينات القرن الفائت ، تتيح لتركيا التوغل عشرات الكيلومترات شرق الفرات للقضاء على المتمردين الأكراد الذي يهددون أمن تركيا وسوريا على السواء ، وهنا تلعب روسيا دورا محوريا لأنها ستكون الطرف القوي الضامن لمحدودية تحركات القوات التركية في سوريا من حيث المساحة والزمن ، بما يحفظ وحدة الاراضي السورية ، وإبعاد المتمردين الأكراد عن حدود تركيا لمسافة لا تقل عن ثلاثين كيلومتر عمقا ، عليه فإن هذا التنسيق اذا ما تم الالتزام به من جميع الأطراف ، سيخدم وبلا شك مصالح جميع الأطراف .
• قوات سوريا الديمقراطية اعلنت قرب طرد «داعش» بالكامل من سوريا وتطالب بالتفاوض مع النظام حول مستقبلها ، برأيكم هل تحاول «قسد» ايضا اكتساب شرعية داخل سوريا ؟
هنالك دور روسي فاعل من خلال وجودها العسكري ، تحاول خلاله تأمين اتفاق بين قسد وقوات الجيش السوري الحكومي يضمن سلامة (قسد ) وعدم تعرّضها لإجتياح سوري ، مقابل عدم إعلانها قيام اَي كيان ( مستقل ) يهدد وحدة الاراضي السورية، لكن ذلك يصطدم بالوجود العسكري الامريكي المشكوك في جديّة انسحابهِ ونواياه أيضا ، وهذا أيضاً يثير هواجس تركيا ، التي تعودّت على وعود أمريكية متقلبة في أهدافها ونواياها .
والسؤال هنا ، هو من سيحل محلّ القوات الأمريكية بعد انسحابها في حال وفت بوعودها ، والوضع الان ضبابي غامض ، ربما يتضح حال وضوح التحرّك الامريكي على الارض. أمريكا الْيَوْمَ ليس لها مصداقية ، لحلفائها ، فما بالك بخصومها .