خوان غوايدو رئيساً بالوكالة وسط احتجاجات شعبية صاخبة خلفت 16 قتيلا ومئات الجرحى ، وطالب شق من المتظاهرين برحيل الرئيس نيكولاس مادورو المُنتخب فيما أعلن البعض الاخر دعمه له مطالبين باحترام نتائج الانتخابات التي نصّبته رئيسا للبلاد.
داخليا أعلن وزير الدفاع الفنزويلي رفض الجيش إعلان غوايدو نفسه «رئيسا بالوكالة»، وقال «نحن، جنود الوطن، لا نقبل برئيس فُرض في ظل مصالح غامضة، أو أعلن نفسه ذاتياً بشكل غير قانوني. الجيش يدافع عن دستورنا وهو ضامن للسيادة الوطنية». يشار الى أن رئيس البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة أعلن توليه رسميا «صلاحيات السلطة التنفيذية الوطنية كرئيس لفنزويلا.. للتوصل إلى حكومة انتقالية وإجراء انتخابات حرة».
يشار إلى أنه تم تنصيب مادورو لولاية جديدة في العاشر من جانفي الجاري بعد انتخابات ندّدت المعارضة بنتائجها متهمين مادورو بالتزوير، وتنضاف أزمة الحكم هذه الى الوضع الهش الذي تعيشه البلاد وسط أعنف أزمة اقتصادية مرت على فنزويلا منذ عقود طويلة ، حيث من المتوقع أن يبلغ مستوى التضخم عشرة ملايين في المائة هذا العام علاوة على انتقادات داخلية ودولية لتراجع منسوب الديمقراطية في هذا البلد .
وتعيش فنزويلا منذ تنظيم انتخابات تشريعية سابقة لأوانها العام الماضي من قبل نظام نيكولا مادورو الاشتراكي، والذي فاز فيه الاخير بولاية ثانية تبقيه رئيسا لفنزويلا لمدة ست سنوات قادمة ، منعرجا اقتصاديا وسياسيا خطيرا بعد أن اعتبرت المعارضة هذا الإجراء «انقلابا على الديمقراطية».وطالبت المعارضة، أمام السياسة التي اعتبرتها استبدادية ورامية إلى إرساء نظام دكتاتوري، باستقالة الرئيس مادورو ونظمت استفتاء شارك فيه أكثر من 7 ملايين ناخب للمطالبة بتنحي الرئيس الذي يحكم البلاد منذ عام 2013 .
هذه التطورات المتسارعة في فنزويلا قابلتها ردود فعل دولية متضاربة للغاية بين مرحب وداعم للخطوة التي اقدم عليها خوان غوايدو وبين رافض لها وداعم للرئيس نيكولاس مادورو . وتجمع عشرات الآلاف من المؤيدين في العاصمة «كراكاس» احتجاجا على سياسات مادورو التي اتسمت بالضبابية منذ توليه الحكم، اذ يرى مراقبون أن الاوضاع الاقتصادية في هذا البلد الذي شهد في السابق نجاحات ملحوظة ، بات اليوم يسير نحو الهاوية سواء على الصعيد الاقتصادي الاجتماعي وحتى السياسي نتيجة سياسات حكومية خاطئة .
ردود فعل متضاربة
اول ردود الفعل الدولية الداعمة للانقلاب الناعم الذي نفذه رئيس البرلمان صدر عن الرئيس الامريكي دونالد ترامب ، الذي لطالما انتقد سياسات مادورو . كما اعترفت 3 دول في أمريكا الجنوبية هي كولومبيا والبرازيل وباراغواي بغوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد، كما هنأه الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية. هذا الدعم اعتبره مراقبون ضوءا اخضر لرئيس البرلمان للمضي قدما في الخطوة الجريئة التي لطالما دعت لها المعارضة في فنزويلا نتيجة ما اعتبروه سياسات ‘’مفزعة’’ لرئيس البلاد.
واتسمت علاقة فنزويلا بدول جوارها في الاونة الاخيرة بالتضارب والانتقادات والهجمات الكلامية المتبادلة خاصة بين مادورو وترامب فيما يتعلق بقضايا داخلية وأيضا بقضايا اخرى عالقة بين البلدين . كما ان علاقة التحالف بين مادورو وروسيا لطالما ارقت الولايات المتحدة الامريكية خاصة وان موسكو كانت الدولة الوحيدة التي أقرضت حكومة فنزويلا لمساعدتها على انتشال اقتصادها المنهار . وقوبل هذا الدعم الروسي لفنزويلا بمعارضة امريكية حادة خاصة بعد ارسال موسكو قاذقتي قنابل استراتيجيتين روسيتين قادرتين على حمل أسلحة نووية الى السلطات الفنزويلية ما اثار غضب ادارة البيت الابيض. هذا واعتبرت موسكو التحركات الساعية للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو غير قانونية.
على الصعيد الأوروبي، دعا الاتحاد الأوروبي إلى الإنصات «لصوت» الشعب الفنزويلي وطالب بانتخابات «حرة»، في حين كانت تصريحات رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، أكثر وضوحا بشأن دعم تولي رئيس البلاد الحكم في البلاد، وذلك حين طالب أوروبا بأن تتحد في دعم القوى الديمقراطية في فنزويلا.
في المقابل، سارعت بعض الدول إلى تأكيد وقوفها إلى جانب مادورو، على رأسها كوبا التي أعربت عن «دعمها الحازم» للرئيس الفنزويلي في «مواجهة محاولات الإمبريالية لتشويه سمعة الثورة البوليفارية وزعزعة استقرارها».
وفي المكسيك، أعلن المتحدث باسم الحكومة المكسيكية عن تأييد بلاده لمادورو، وإن كانت تصريحاته غير مباشرة، فقد اكتفى بالقول «نعترف بالسلطات المنتخبة وفقا للدستور الفنزويلي».
من جهته قال متحدث باسم الرئاسة التركية امس الخميس إن الرئيس رجب طيب أردوغان اتصل بنظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو معبرا عن دعمه بعد أن أعلن زعيم المعارضة في فنزويلا نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد.