في تهدئة الأوضاع في ليبيا التي يُمزّقها العنف بسبب مصالحها في قطاع الطاقة». وزادت حدّة الخلافات بين روما وباريس خاصة فيما يتعلق بالأزمة الليبية في ظل صراع نفوذ متزايد بين البلدين تشهده الساحة الليبية . ويوم أمس قال سالفيني وفق القناة التلفزيونية الايطالية الخامسة «في ليبيا.. فرنسا لا ترغب في استقرار الوضع ربما بسبب تضارب مصالحها النفطية مع مصالح إيطاليا».
ولطالما مثّلت ليبيا ساحة نزاع وصراع بين مختلف الأطراف الدوليّة على غرار بريطانيا امريكا فرنسا وايطاليا على وجه الخصوص بالإضافة الى أدوار خارجية اخرى تلعبها دول خليجية وتركيا مؤخرا. ومؤخّرا بدأت حدّة الخلاف بين ايطاليا وفرنسا تزيد وسط اتهامات متبادلة بين البلدين بإطالة مدى الأزمة في ليبيا .
ويرى متابعون أنّ هذا الخلاف الفرنسي الايطالي سيزيد من تعقيدات الازمة في ليبيا وسط جهود دولية ومحلية مضنية بحثا عن حل للأزمة التي دخلت عامها الثامن. وكانت وزارة الخارجية الفرنسية استدعت السفيرة الإيطالية بداية هذا الاسبوع بعد أن اتهم لويجي دي مايو، وهو نائب آخر لرئيس الوزراء الإيطالي، باريس بإشاعة الفقر في أفريقيا والتسبب في تدفق المهاجرين بأعداد كبيرة إلى أوروبا.
وفي سياق هذا التّضارب في الاستراتيجيات بين باريس وفرنسا غاب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون عن المؤتمر الدولي الاخير حول ليبيا الذي احتضنه باليرمو يومي 12 و13 من شهر نوفمبر المنقضي . واعتبر مراقبون مؤتمر القادم في ايطاليا تهديدا واضحا لمخرجات مؤتمر باريس الذي احتضنته العاصمة الفرنسية بداية العام 2018 وتمخض عنه تحديد موعد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية . إلاّ أنّ تأجيل الانتخابات وعدم النجاح محليا ودوليّا في الإيفاء بالتعهّد الذي توافق حوله الفرقاء الليبيون خلال اجتماع باريس كان أحد أهمّ أسباب انعقاد هذا المؤتمر إذ يرى متابعون ان مؤتمر باريس رغم الاتفاق الهام الذي صدر عنه إلاّ أنّ عدم التزام الأطراف المعنية أرجع المشهد الليبي المتأزم الى نقطة الصفر.
وقال كونتي رئيس وزراء ايطاليا انذاك «دعوت ماكرون إلى باليرمو للقمة حول ليبيا. لدينا اختلافات في وجهات النظر مع الرئيس الفرنسي، لكن العلاقة على المستوى الشخصي جيدة. كل واحد مِنّا يريد فعل ماهو أفضل لبلاده. ومع هذه الروح سوف أرى بوتين في موسكو. أنا أعتبره محاورا أساسيا». إلاّ أن غياب ماكرون انذاك اعتبره متابعون قطيعة غير مباشرة بين البلدين وتضاربا حادا في المواقف تجاه الازمة الليبية.
خلافات وتعقيدات
اذ يمثل الملف الليبي إحدى أهمّ نقاط الخلاف بين الحكومتين الايطالية والفرنسية خصوصا المتعلقة بموعد الانتخابات الذي تم تحديده في مؤتمر باريس بداية العام المنقضي لكن روما لم تكن من بين الدول المرحبة بذلك التوافق رغم ان حكومة ايطاليا نفت مرارا التشكيك في حتمية إجراء الانتخابات السياسية في ليبيا. وكان لتأجيل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية –وفق مراقبين- تأثير على العلاقات الايطالية الفرنسية التي تأزمت بشكل أكبر .
ورغم ان التواجد الايطالي في ليبيا يُعدّ قديما، إلاّ أنّ المؤتمر الأخير الذي احتضنته روما مؤخرا زاد من حدّة الجدل القائم حول حقيقة الدور الذي تلعبه حكومة جوزيبي كونتي في ليبيا التي تعيش منذ سنوات طويلة تحت وطأة الفوضى السياسية والأمنيّة ووسط سطوة ميليشيات مسلحة.وتتبنى ايطاليا خطة مضطربة لمكافحة الهجرة غير الشرعية ومنع وصول المهاجرين الى سواحلها عبر البوابة الليبية . إذ تُعدّ أزمة الهجرة غير الشرعية من اكثر المعضلات التي تؤرق الدول الاوروبية وبصفة خاصة ايطاليا التي تتأثر بشكل مباشر بالأعداد الكبيرة للمهاجرين غير الشرعيين المارين عبر السواحل الليبية. وتمثل الترتيبات الامنية ايضا ومقترحات اخراج الميليشيات المسلحة من المشهد الليبي وكل مايتعلق بالوضع الامني في ليبيا من بين نقاط الخلاف ايضا بين عدة اطراف خارجية من بينهم فرنسا وايطاليا .