وما يعرف بقوة حماية طرابلس . بعد اندلاع اشتباكات مسلحة راح ضحيتها 16 قتيلا و 41 جريحا . فيما كشفت مصادر خاصة -للمغرب – وصول سفير الولايات المتحدة رفقة فريق من الخبراء الامنيين وضباط استخبارات امريكيين يوم غد الاربعاء الى العاصمة طرابلس من اجل تباحث سبل مساعدة حكومة الوفاق على تجاوز عقبات تنفيذ الترتيبات الامنية وعدم عودة الاقتتال مجددا الى طرابلس.
الجدير بالتنويه بان محاولات وزير الداخلية المفوض فتحي باشاغا في اعادة تفعيل الامن واسترجاع المقرات السيادية من المجموعات المسلحة باءت جميعها بالفشل لعدة اسباب لعل من أهمها عدم اذعان تلك المجموعات لإرادة حكومة الوفاق. كذلك رفض ما يعرف بقوة حماية طرابلس دخول اية قوات من خارج العاصمة حتى وان كانت تابعة لرئاسة اركان الوفاق . والصورة تنطبق على قوات المنطقة الغربية والمنطقة الوسطى . ولا ندري هنا ما جدوى اجتماع السراج وباشاغا مع امراء مناطق الغربية والوسطى وطرابلس لتنفيذ الترتيبات الامنية وهما يعلمان رفض قوة حماية طرابلس لتواجد تلك القوات في العاصمة او حتى داخل الحدود الادارية لبلديات طرابلس الكبرى ؟
كما يدرك رئيس الرئاسي ووزير الداخلية باشاغا بان قيادات المجموعات المسلحة هي من بيدها قرار الحرب تبعا لمصالحها وما تتلقاه من اوامر من اطراف خارجية . معضلة فرض الامن في طرابلس وضمان دعم عودة الاقتتال مرة اخرى تحولت الى اولوية مطلقة لحكومة السراج والدول المؤثرة . بدليل وصول سفير الولايات المتحدة مرفوقا بفريق امني واستخباراتي الى طرابلس يوم غد الاربعاء من اجل ضمان تنفيذ الخطة الامنية وتهيئة الظروف لنجاح جهود داخلية الوفاق . المصادر الخاصة – بالمغرب- التي كشفت عن زيارة سفير الولايات المتحدة اضافت بان الاخير سوف يجتمع مع السراج وباشاغا ومديريات امن العاصمة.كما رجحت حصول اتصال مع اطراف تمثل اللواء السابع .
يرى مراقبون بان مساعي اعيان ورفلة وكذلك قبائل ورشفانة للوساطة بين اطراف الاقتتال في طرابلس وزيارة السفير الامريكي سوف تنجح في اعادة الامن . غير ان ذلك الهدوء سيبقى مؤقتا ورهين حدوث اية اشكالية تقع من هذا الطرف او ذاك.
وهذا اثبتته التجارب السابقة لتجاوز اية انتكاسة امنية جديدة يذهب شق من المراقبين بان الحل الأنجح هو دخول قوة عسكرية محايدة للعاصمة مع التسريع بتوحيد الجيش، وضرورة ايجاد آلية واضحة لجمع السلاح الثقيل والمتوسط من كافة التشكيلات المسلحة في العاصمة اما دون ذلك فستبقى كل الاتفاقات الامنية هشة.
ترحيب بعملية تطهير الجنوب
في ذات الاطار اعلنت مكونات الجنوب من اعيان القبائل عمداء البلديات المجالس الاجتماعية، دعمها الكامل للعملية العسكرية التي اطلقتها قوات الكرامة انطلاقا من سبها لتطهير الجنوب من عصابات الجريمة و المجموعات المسلحة الخارجية . جاء ذلك عبر بيان في الغرض من مناطق غات واودي الحياة حوض مزرق ، كما تعهدت قبائل الجنوب برفع الغطاء الاجتماعي عن ابنائها المتورطين في خروقات .
الى ذلك تراهن حكومة الوفاق والحكومة الموازية في طبرق كثيرا على نجاح عملية تطهير الجنوب لاقتناع لديهما بان الجنوب شبه خارج عن السيطرة.معلوم بان العملية العسكرية الحالية التي اطلقتها قوات حفتر تزامنت مع قرار دولة تشاد تشكيل قوة عسكرية قوامها 3 آلاف عسكري للتدخل في جنوب ليبيا لملاحقة فصائل المعارضة التشادية. وكان القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر زار العاصمة التشادية في عدة مناسبات سرية ومعلنة وكان مضمون تلك الزيارات التحديات الامنية جنوب ليبيا.
بقطع النظر عن نجاح عملية تطهير الجنوب من عدمه، يبقى الاهم هو مدى تفهم بعض دول الاقليم لحاجة ليبيا ودول الجوار لإعادة الجنوب الليبي لحاضنة الوطن والحفاظ على سيادته . باعتبار ان هكذا عملية للجيش هي الخامسة من نوعها ،فخلال كل عملية سابقة كانت دول وأطراف اقليمية تتدخل بإرسال السلاح للمجموعات الموالية لها. بل اخطر من ذلك الدعم نجد دولة خليجية معروفة تحتضن قادة معارضة تشادية .