ومُلتبس بين اللاسلم واللاحرب، معتبرا ان هذا المشهد يُمكّن الميليشيا الحوثية من تجميع صفوفها وإعادة ترتيب أوضاعها مستغلة اتفاقية «استوكهولم» (السويد ) التي منحت لميليشيا الحوثي ومن خلفها إيران فرصا إضافية لتعزيز تواجدها في المناطق الخاضعة لسيطرتها وفق تعبيره .
وأشار العميري إلى أنّ من بين أهم أسباب هذا التعقيد الذي يُخيّم على المشهد السياسي والأمني في اليمن منذ سنوات هو وجود إدارة سيئة من قبل الحكومة الشرعية لمختلف الملفات وعلى رأسها الملف الأمني والعسكري الذي تم إسناده لمراكز قوى وجماعات تعمل على تعزيز حضورها وتوسيع نفوذ كيانها الخاص على حساب الدولة في ظل انفلات أمني مريع وغياب تام لفاعلية المؤسسات ، مشهد يجعل من الإنسان اليمني واحتياجاته وطموحاته في آخر سلم الأولويات ..
وبخصوص الهجوم الاخير الذي استهدف عرضا عسكريا أمس الأول والذي تبنته جماعة الحوثي وتأثيراته على أيّ تسوية مرتقبة ، أجاب الكاتب والمحلل السياسي اليمني أن ‘’الحديث عن تسوية متوقعة هو أضغاث أحلام ، فمن لم يلتزم باتفاقية الشراكة التي وقعت بحضور جمال بن عمر أثناء دخول ميليشيا الحوثي صنعاء لن يلتزم باي اتفاقيات تسوية على الإطلاق ، الميليشيا الحوثية اتخذت من اتفاقية ستوكهولم مدخلا للالتفاف على مخرجات الحوار والمبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن رقم 2216 ، ولا أعتقد بإمكانية تحقيق أي تسوية دون هزيمة ميليشيا الحوثي ولعل هجوم اليوم يؤكّد ما ذهبنا إليه من انعدام وجود أي تسوية قادمة» على حد قوله .
وضع مأساوي
أما على صعيد المشهد الانساني والتحذيرات الدولية المتتالية من تأزم الاوضاع الانسانية لليمنيين فقال العميري أن الوضع الإنساني في اليمن مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى انعدام فرص العمل وانتشار البطالة بشكل كبير وانعدام الخدمات العامة وتهاوي شرائح واسعة من المجتمع إلى تحت خط الفقر وانعدام الخدمات الطبية باستثناء دعم محدود تقدمه بعض المنظمات وهذه البيئة دفعت الكثير من الشباب إلى الالتحاق بجبهات القتال سواء ضمن قوات الشرعية او ميليشيا الانقلاب من أجل توفير النزر اليسير من متطلبات الحياة لهم ولأسرهم وسيؤدي بالضرورة إلى تفكك الأواصر الاجتماعية وتفشي الجريمة بمستوياتها المختلفة ولعل وضع تعز التي تعاني من حصار الميليشيا يجعل الأمر أكثر تعقيدا ووطأة ومعاناة ...
ويعاني اليمنيون منذ سنة 2011 من اوضاع انسانية متردية للغاية لطالما كانت محور مباحثات ومساع دولية لحلحلته إلاّ ان صعوبة التنفيذ وأيضا تداخل عدة أدوار في العملية كان دائما حائلا دون تحقيق تقدم ولو طفيف في ما يتعلق بالأوضاع الكارثية التي يمر بها اليمنيون منذ سنوات وماخلفته من اوبئة ومجاعة وتشرّد في صفوف الشعب اليمني.