لتشمل عددا كبيرا من المدن بعد ان اقتصرت في البداية على العاصمة الخرطوم ، ويطالب المحتجون برحيل الرئيس السوداني عمر البشير في أضخم وأكبر احتجاجات تشهدها البلاد بعد سنوات على صراع مسلح بين الشمال والجنوب انتهى بانفصال الجنوب «دارفور».
وخلفت موجة الاحتجاجات المنددة بتدهور الأوضاع الاقتصادية بعد ان أقدمت الحكومة مؤخرا على زيادة أسعار الخبز، ليرتفع سعر الرغيف من جنيه واحد إلى ثلاثة جنيهات ، خلفت الاحتجاجات 8 قتلى وفق احصائيات رسمية وسط موجة تكذيب وتشكيك في صحة العدد الذي قالت المعارضة السودانية انه وصل الى 22 قتيلا ومئات المصابين، يشار الى انّ الاحتجاجات عمّت 13 ولاية من اجمالي 18 ولاية سوادنية وسط ترقب من امكانية ان تمتد الاحتجاجات الى الولايات الاخرى.
وبدأت المظاهرات والاحتجاجات التي انطلقت منذ 6 ايام بمطالب تتعلق بغلاء الاسعار والظروف المعيشية الصعبة اذ يشكو السودانيون منذ وقت طويل من عدم توفر الوقود والسيولة النقدية، إذ تمتنع المصارف عن تمكين الناس من الحصول على السيولة.وتقول المصارف إنها تعجز عن توفير السيولة النقدية؛ بسبب سحب المواطنين لمدخراتهم وتحويلها إلى دولار. ويرى متابعون ان التعامل العنيف للسلطات مع المتظاهرين كان سببا ايضا في ارتفاع سقف المطالب ليصل الى حد المطالبة بإسقاط رئيس البلاد عمر البشير الذي يتربع على عرش السلطة منذ 1989 ، ومع اقتراب نهاية عام 2018، يكون البشير قد قضى أطول فترة حكم في تاريخ السودان الحديث وهو 29 عاما.
ورغم الخطاب الشعبي الذي القاه الرئيس السوداني عمر البشير وتعهد فيه بالاستمرار بالإصلاحات، بالإضافة لتطمين الشعب بأن المشكلات والتحديات التي تمر بها البلاد «مقدور عليها» ، ورغم الخطاب الاخير لم ينجح البشير في امتصاص غضب الشارع لتستمر المظاهرات وتتسع رقعتها في خطوة اعتبرتها المعارضة عجزا واضحا من الحكومة عن ايجاد مخرج للأزمة واستخدامها القوة المفرطة.
سيناريوهات مرتقبة
وتبرز في الواجهة سيناريوهات عدة لما يمكن أن تؤول إليه الأمور في السّودان خلال الأيام القليلة المُقبلة ، لعلّ أولها يعدّ صعب التحقق إلاّ أنه مطروح وهو تنحي البشير وسط تصاعد مطالب المحتجين بعزله وتشكيل حكومة انتقالية . ويرى متابعون ان نجاة عمر البشير من هبات شعبية سابقة زادت من ثقته بنفسه وجعلت من تنحيه سيناريو بعيد المنال رغم توسع رقعة الاحتجاجات على غير المعتاد.
كما يرى متابعون أنّ إمكانيّة حدوث تسوية سياسية بين المُعارضة والحكومة وارد ، في خطوة لامتصاص غضب الشارع وقد تشمل تنازلات من جانب الحكومة لاحتواء الوضع المتفجّر والذي قد ينبئ ببداية انتفاضة شعبية خاصة وان الساحة السياسية السودانية تشهد تململا منذ ترشيح الحزب الحاكم لعمر البشير لفترة رئاسية جديدة في 2020 .
السيناريو الاخطر الذي تحدث عنه متابعون هو حصول ‹›انقلاب›› داخل الحزب الحاكم للاطاحة بالبشير ، اذ بدأ التململ في الساحة السياسية السودانية منذ اعلان حزب المؤتمر الوطني الحاكم اعادة ترشيح رئيسه عمر البشير لانتخابات 2020 في اوت المنقضي ، وهو ما افرز حالة من الرفض في صفوف معارضيه وايضا داخل حزبه نفسه.