عميقة وخلافات حادّة بين ادارة البيت الابيض بقيادة دونالد ترامب ومؤسسات الدول خاصة وزارة الدفاع ، بدأت التداعيات الاقليمية في الظهور اذ اعلنت تركيا على لسان رئيسها رجب طيب أردوغان انها ستتولى المعركة ضدّ ‘’داعش’’ الارهابي في سوريا.
وقال الرئيس التركي في خطاب باسطنبول إن بلاده ستحشد قواتها لقتال ما تبقى من تنظيم «داعش’’ في سوريا وسوف تؤجل مؤقتا خططا لشن هجوم على المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا.
وفتحت التصريحات الرسمية التركية الباب أما قراءات أكدت ان هذا التحول في الموقف الأمريكي حدث نتيجة صفقة غير معلنة بين الجانبين الأمريكي من جهة والتركي من جهة أخرى انسحبت بموجبها الولايات المتحدة الامريكية من الميدان السوري دون اضرار وبامتيازات مالية كبيرة حققتها بعد صفقة ‘الباتريوت’’ الضخمة التي وقعتها مع أنقرة.
ابعاد القرار
وجاء قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بسحب قوات بلاده البالغة 2000 عسكري بين ضباط واستخباراتيين ـ جاء القرار ليثير عاصفة من التساؤلات حول مدى جدية القرار الامريكي وهل بإمكان الولايات المتحدة الامريكية التخلي عن دور لها في أكثر الملفات تعقيدا منذ سنوات وهو المعادلة السورية ، خاصّة ان الدور الروسي الايراني يتنامى يوما بعد يوم. وفي هذا الخصوص يرى متابعون انّ ادارة ترامب اتخذت هذا القرار بعد تأكدها من الحصول على امتيازات تُبعد عنها شبح الفشل في سوريا وهي بالأساس ضمانات اقتصادية مالية من الجانب مقابل الخروج من سوريا.
يشار إلى أن المواقف التركية الأمريكيّة لطالما اتّسمت بالتضارب خاصة المتعلق منها بدعم الولايات المتحدة الامريكية للأكراد في شمال سوريا ، علما وان تركيا تصنفهم في خانة الارهاب وتعتبر سعيهم لإقامة دولة على حدودها تهديدا لأمنها القومي .
أيضا من بين أهمّ النقاط الخلافية بين أنقرة وواشنطن هي ملفّ الداعية التركي فتح الله غولن الذي تطالب حكومة رجب طيب اردوغان بتسليمه بتهمة الضلوع في محاولة الانقلاب الفاشلة في جويلية 2016 . وربط متابعون هذا التحوّل في الموقف الأمريكي بالصفقة التي أبرمت بين الطرفين الأمريكي والتركي وتمّ بموجبها اطلاق سراح قس أمريكي احتجزته تركيا بتهمة ارهابية .
ويرى متتبعون للشأن الدولي ان هذه التراكمات كانت كفيلة بتعقيد العلاقات بين البلدين زاد عليها مؤخرا قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في سفارة بلاده باسطنبول ، وهو مااعتبره مراقبون احدى نقاط الضغط التي اكتسبتها حكومة اردوغان للضغط على الرياض وحليفتها واشنطن خاصة في الملف السوري.
مواقف الحلفاء
وأثارت الخطوة الأمريكية على غرار الانتقادات والجدل الداخلي ردود فعل دولية كبيرة اذ حذرت كل من فرنسا وألمانيا، شريكتا الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي، من «أن التغيير في نهج واشنطن يهدد بتقويض المعركة ضد التنظيم الذي سيطر على مساحات كبيرة في العراق وسوريا في 2014 و2015 لكنه لم يعد يسيطر سوى على قطاع صغير من الأراضي في سوريا».
ايضا الموقف الامريكي اعتبر تهديدا مباشرا لقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة والتي تتصدرها وحدات حماية الشعب اذ اعتبرت الجماعة ‘إنها ستضطر لسحب مقاتليها من المعركة ضد تنظيم «داعش» لحماية أراضيها في حال وقوع هجوم تركي». خاصة وان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أردوغان كان قد أعلن قبل أيام عن خطط لبدء عملية شرقي نهر الفرات في شمال سوريا لطرد وحدات حماية الشعب من المنطقة التي سيطرت على معظمها.