المباحثات الجدية الاولى منذ 4 سنوات التي يحضرها طرفا النزاع اليمني منذ سنوات بعد فشل كل المشاورات السابقة التي تمت ايضا برعاية دولية وأممية نتيجة تعنّت فرقاء الحرب.
وتسعى هذه المباحثات الى انهاء او وقف الاقتتال العنيف الذي تعيشه اليمن منذ سنوات طويلة بين الحكومة الشرعية من جهة وجماعة «انصار الله» او مايسمون بجماعة الحوثي المدعوم من ايران . كما تحاول الاطراف الدولية اضفاء طابع الثقة على المباحثات التي تحتضنها السويد هذه الايام بعد فشل المباحثات السابقة في ارساء الية واضحة لحل الازمة اليمنية المتفاقمة على الصعيد السياسي الاقتصادي وأيضا الانساني.
وقال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، خلال مؤتمر صحفي بالجلسة الافتتاحية لجولة المشاورات، إنه كان ‘’من الصعب جمع أطراف الأزمة اليمنية وجها لوجه في ظل التصعيد الميداني’’. وأوضح أن ‘’ما يجري هي محادثات بين الطرفين من أجل وضع إطار عمل سياسي، والمفاوضات لم تبدأ بعد’’.
وأشار إلى أن طرفي الأزمة اليمنية اتخذا قرارات صعبة من أجل حضورهما للمشاركة والجلوس إلى طاولة المحادثات. وكان الطرفان وقعا اتفاقا لتبادل الأسرى والمعتقلين والمحتجزين بالإضافة إلى خفض التصعيد العسكري من أجل التمهيد للمشاورات.
يشار الى ان العودة الى طاولة التفاوض بين الحوثيين والحكومة اليمنية تأتي بعد تعطّل المشاورات لما يزيد عن عامين رغم المحاولات السياسية الاقليمية والدولية لحل الأزمة اليمنية.وتسعى الجولة الحالية من المباحثات الى ارساء اتفاق يقوم على المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216.
ويربط متابعون نجاح هذه المفاوضات بالوضع الراهن في اليمن وما يمكن ان ينجر عن ذلك من دفع للواقع الراهن الرهيب الذي يعانيه اليمنيون ، كما يحذر خبراء دوليون من فشل هذه الفرصة السياسية خاصة وان نصف الشعب اليمني معرض لخطر المجاعة والأوبئة والأمراض في ظل استمرار الاقتتال الدامي وأيضا تعطل فرص التوصل الى تسوية سياسية .
شكوك وضبابية في المواقف
ورغم التفاؤل الذي يرافق هذه المشاورات إلاّ أنّ الشكوك والمخاوف التي ترافقها تفوق نسبة التفاؤل خاصة وأنّ الإخلال وعدم الالتزام كانت السمة الملازمة لكلّ التوافقات التي تتمّ برعاية أممية وتتعلق بالصراع اليمني الحوثي .
ويشهد اليمن منذ سنوات صراعا وحربا داخليّة عنيفة زادها عنفا الدور الذي تلعبه عدة اطراف اقليمية في البلاد على غرار إيران المعروفة بدعمها لجماعة الحوثي أو «أنصار الله» والسعودية التي تقود عملية عسكريّة ينفذها التّحالف العربي منذ سنوات في اليمن والذي اتهم مرارا بارتكاب انتهاكات جسيمة ضد المدنيين ، كما يواجه التحالف العربي بقيادة الرياض اتهامات دولية صريحة من منظمات حقوقية وإنسانية بالفشل الذريع فيما يتعلق بالحرب اليمنية .
هذه التجاذبات السياسية التي يشهدها اليمن ترافقها دعوات وصرخات دولية وأممية متزايدة حول الوضع الانساني الكارثي الذي يعيشه اليمنيون منذ سنوات، بدءا بالأوضاع الاجتماعية المتدهورة جدا وغياب الاغذية والأدوية وعدم توفر ابسط احتياجات العيش، هذه الحالة الانسانية التي يعانيها ملايين اليمنيين رافقتها تحذيرات دولية متتالية حول قرب حدوث كارثة انسانية في البلاد التي تعاني حربا ومُهددة بالمجاعة والكوليرا وغيرها من الكوارث الانسانية الاخرى .
ويؤكّد متابعون أنّ اليمن يمثّل منذ عقود طويلة ساحة حرب بالوكالة بين دول الخليج على رأسهم السّعودية من جهة وإيران من جهة اخرى . اذ تدعم طهران ميدانيا وماليا ولوجستيا جماعة الحوثي . ويزيد ذلك من حدّة المواجهة بين ايران والسعودية حول النفوذ في الشرق الاوسط علما وان العداء التاريخي بين الجانبين متجسد على الميدان في اكثر من بلد اولها اليمن ثم العراق وسوريا وأيضا لبنان.