غسان سلامة بان ظروف انعقاد مؤتمر باريس غير ظروف انجاز مؤتمر باليرمو .فعند انجاز مؤتمر باريس كان الوضع الامني مستقرا، وكل المؤشرات توحي بإمكانية اجراء الانتخابات مع نهاية العام 2018 ومن هنا كانت احدى مخرجات ذلك المؤتمر التوصية بإجراء الاستحقاق الانتخابي 2019.
مع التركيز على دعم السلطة القائمة في طرابلس و دعم الخطة الامنية . في سياق ردود الافعال دوما اشار بلقاسم قزيط الى ان مؤتمر ايطاليا جاء لدعم فائز السراج و تجاهل مبادرة التقارب بين مجلس النواب و مجلس الدولة . فيما اكد عضو المجلس الانتقالي السابق عبد الحفيظ غوقة ان الصراع الفرنسي الايطالي للأسف طغى على مسرح الاحداث و المبادرات المطروحة من هناك . مضيفا بان الحل وجوبا لن يكون إلاّ من خلال الاطراف المحلية لافتا في ذات الاطار الي ضرورة تقديم تنازلات من الفرقاء المحليين .الجدير بالتنويه بأنه لم يصدر اي موقف رسمي سواء من طرابلس او برقة عن مخرجات ملتقى باليرمو على عكس اللقاءات الدولية السابقة.
عسكريا اكد وزير الدفاع السوداني اعتزام الخرطوم انشاء قوة عسكرية مشتركة مع ليبيا تهدف الي حماية الحدود المشتركة على خلفية ازدهار وانتعاش نشاط التهريب ما بين شمال السودان وجنوب ليبيا غبر ان سلطات طرابلس وبرقة نفت علمها بأي اتصال في الغرض مع السودان، وكانت الدول الثلاث ليبيا السودان وتشاد وقعت اتفاق تعاون امني عسكري لتأمين الحدود وشكلت لجنة وتتالت الاجتماعات دون تنفيذ بنود الاتفاق المذكور.كما سبق للقائد العام للجيش ان زار –تشاد- النيجر لبحث الملف الامني لكن مرة اخرى لم تظهر اية نتائج على الارض .
دور أمريكي
على صلة بالملف الامني ومحاربة الارهاب اعلن البنتاغون عن زيارة القائم بالأعمال الامريكي بيتر بودي مقر قيادة الافريكوم في المانيا دون اعطاء تفاصيل . ويرى متابعون بان الزيارة ربما تهدف الي بحث التطورات الامنية الحاصلة مؤخرا في طرابلس و تقدم اللواء السابع نحو مطار طرابلس الدولي و خرق الاتفاق الامني .
فالولايات المتحدة لن تسمح بحرب جديدة في طرابلس وإضعاف السراج كما ان قيادة اللواء السابع تدرك ذلك، وأي تهور من ذلك النوع سوف يواجه بتدخل الافريكوم. على الجانب الاخر نجد ايطاليا على اهبة الاستعداد لنجدة السراج عسكريا متى شعرت بان حليفها في طرابلس في خطر .
عموما السراج يعمل في اريحية تامة بفضل الدعم الخارجي بعدما ضمن له مؤتمر باليرمو التمديد والحماية لفترة اطول . في انتظار اجراء المؤتمر الوطني الجامع وما سوف ينتج عنه من مخرجات مؤتمر تراهن عليه الامم المتحدة ليكون البديل عن مجلس النواب ومجلس الدولة، وقد نجحت بعثة الامم المتحدة مركز الجوار الانساني في تنظيم 77 اجتماع بكل مناطق ليبيا في اطار التحضير للمؤتمر الجامع .