وراح ضحيتها أربع رميا بالرصاص على يد الدواعش، واختطاف عدد من ابناء المدينة . حيث استنكرت بعثة الامم المتحدة للدعم لدى ليبيا العملية الارهابية وطالبت البعثة عبر بيان في الغرض بضرورة توحيد جهود محاربة الارهاب في ليبيا .
فيما أكد المجلس الرئاسي تصميم حكومة الوفاق على ملاحقة العناصر الارهابية اينما كانوا وطالب الرئاسي الليبيين بتوحيد الصفوف والتعاون مع اجهزة الدولة لاجتناب الارهاب.من جانب اخر اكد عادل الطلحبي رئيس المركز الليبي للدراسات الامنية في حوار لإحدى الفضائيات المحلية على قدرة الجيش الليبي على هزم الارهاب شرط رفع حظر التسليح عنه المفروض منذ 2011 من طرف لجنة العقوبات التابعة لمجلس الامن الدولي . مذكرا في هذا السياق بجهود قوات البنيان المرصوص في سرت . وانتصارات الجيش ضد الجماعات الارهابية في بنغازي ودرنة . الطلحبي لاحظ بان الجيش الليبي كسب الخبرة اللازمة وأساس حرب الشوارع عبر ملحمة بنغازي وبإمكانه تطهير الجنوب من الجماعات الارهابية .
يشار الى ان تنظيم داعش الارهابي هاجم مدينة الفقهاء قرب الجفرة بواسطة رتل كبير مسلح كرد فعل انتقامي لأهالي المدينة بعد اقدام شباب الفقهاء بالقبض على قيادي داعشي وتسليمه للجيش . وبحسب مصادر امنية فان الدواعش وبعد تنفيذ جريمتهم انسحبوا في اتجاه جبال الهاروج السوداء حيث يصعب رصدهم . ذات المصادر لفتت النظر الى سيطرة داعش على مثلث الفقهاء – زلة- تمسة والمساحة الكاملة لجبال الهاروج المقدرة بأربعة ألاف كلم2 .
المصادر الامنية نبهت الى مخاطر بسط تنظيم ‘’داعش’’ الارهابي نفوذه على تلك المساحات الشاسعة وتمكنه من اعادة تنظيم صفوفه وبالتالي قدرته على شن هجمات على شمال ليبيا . مستغلا انقسام المؤسسة العسكرية والتجاذبات السياسية السائدة . وغياب الادارة لدى المجتمع الدولي في محاربة الارهاب . العملية الارهابية بالفقهاء ليست الاولى من نوعها وبداهة لن تكون الاخيرة اذ اقدم الدواعش في 23 فيفري 2017 على مهاجمة بوابة عسكرية في اجدابيا .بواسطة سيارة مفخخة . ثم نفذ التنظيم الارهابي عملية ثانية في 26 –جوان – 2018 باختطاف عدد من شباب زلة ولم يفرج عنهم إلا بدفع ذويهم فدية كما ضرب الدواعش في بنغازي مجداد وفي طرابلس .
عموما تنظيم ‘’داعش’’ تغوّل من حيث القوة وتوسع نفوذه ويضمّ الالاف من المتطرفين ويلقى دعما من اطراف خارجية . ‘’داعش’’ وبسيطرته على جنوب ليبيا يكون قد وضع تحت سلطته ابار النفط ومصدر المياه ومسالك التهريب الاخرى والمجموعات المسلحة الاجنبية ويلجأ الى اختطاف المواطنين وطلب الفدية .
خلايا نائمة
من حيث التسليح ، ولئن غابت الاحصائيات الرسمية فان الثابت ان قوة داعش العسكرية تتمثل في السيارات المسلحة الرباعية الدفع بالمئات وأسلحة رشاشة وصواريخ حرارية . كما امكن لداعش ليبيا تعزيز صفوفه بقيادات وكفاءات عسكرية قادمة من جيوش دول الجوار ممن جرى عزلهم من تلك الجيوش ومثال ذلك هشام عشماوي المصري الذي قبض عليه مؤخرا الجيش الليبي في درنة .
قوة داعش في ليبيا تكمن كذلك في احتفاظه بعدد غير معلوم من الخلايا النائمة في مدن الشمال الليبي وأساسا طرابلس وبنغازي وتجمعات معلومة في جنوب سرت . وفي ظل تعثر توحيد الجيش الوطني وجهود الحل السياسي والعملية السياسية وغياب كامل لاستراتيجية دولية لمحاربة الارهاب . تتزايد مخاطر حقيقية للتنظيم على شمال البلاد وحتى دول الجوار .
ومما يزيد من خطورة ‘’داعش’’ نجاحه في اختراق اجهزة الدولة الناشئة بما فيها الامن والجيش اذ لا ننسى كيف كانت الاسلحة تصل للجماعات الارهابية في بنغازي بتواطؤ عسكريين وكيف كانت المعلومات تصل الارهابيين بدل وصولها للقيادة العسكرية .هذا ويجمع المتابعون على ان كل الحكومات المتعاقبة في ليبيا استهانت بخطر الارهاب و تهاونت في بناء و توحيد الجيش والامن و صرفت المليارات على المليشيات التي للأسف كان عدد منها قريبا من الجماعات الارهابية . واقع سوف يمثل عائقا امام الحكومة القادمة و طالما ان مسألة بناء جيش موحد وامن قوي يتطلب وقتا طويلا فلا خيار لمحاربة الارهاب امام تلك الحكومة سوى طلب التدخل .