قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي المختصّ في الشؤون الامريكية د. جاسم البديوي لـ«المغرب» أن أمريكا تفكر الآن في رمي طوق نجاة للموقف السعودي فيما يتعلّق بقضية الصّحفي جمال خاشقجي باعتبارها لا تريد خسارة حليفها الإستراتيجي في المنطقة، وتابع محدّثنا أنّ موضوع ‘’مقتل’’ خاشقجي أصبح مصدر إحراج لموقف أمريكا التي تعرف نفسها على انها حامية الحريات وأيضا مصدر تهديد لولي العهد السعودي محمد بن سلمان .
• لو تقدمون لنا قراءتكم لآخر تطوّرات قضيّة الصحفي السعودي جمال خاشقجي كيف ترون التّعامل الأمريكي السعودي مع القضية ؟
بعد ان توفرت معلومات في احتمالية تورط السعوديين رسميا اختلفت اللهجة الان هناك حديث عن عدم معرفة الملك وولي العهد السعودي بما حدث هذا كله يظهر بشكل خاص أن الإدارة الأمريكية اختلف موقفها من شدة وحدة اللهجة الى البحث عن مخرج ، الامريكان يبحثون عن تسوية وتهدئة بين الادارة الامريكية والرأي العام العالمي وولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
أمريكا تفكر الآن في رمي طوق نجاة للموقف السعودي، والإدارة الأمريكية لا تريد خسارة (حليفها) الاستراتيجي في المنطقة، موضوع خاشقجي اصبح مصدر احراج لموقف امريكا التي تعرف نفسها على انها حامية الحريات.
الملاحظ ان التصريحات الامريكية كان فيها اختلاف نظرا لعدم توفر المعلومات الدقيقة في البداية كما ان واشنطن لم تتوقع تصفية الصحفي جمال خاشقجي بهذه الطريقة.في بداية الاختفاء كانت التصريحات الامريكية شديدة اللهجة سواء الصادرة عن الرئيس دونالد ترامب أو الصادرة عن وزارة الخارجية لكن بعد أن أصبح هناك تواصل بين الجانبين الأمريكي والسعودي تغيّرت اللهجة لتصبح أقل حدّة خاصة بعد وجود ادلة وقرائن عن تورط سعودي واضح من خلال تقارير لـ»سي ان ان» بان حادثة مقتل خاشقجي قد تمت من غير قصد..
كل هذا وضع الرياض وأمريكا الان في موقف محرج ازاء الاسرة الدولية.ويبدو ان الطرفين يفكران الان في حل او الخروج بنتيجة لا تمس بالعلاقات الثنائية بينهما، خاصة وان التحالف الان قوي بينهما سواء على صعيد الحرب ضد ايران او التعاون والتفاهمات الاقتصادية او غيرها .
هذه الأمور تدفع الى إعادة التفكير وصياغة موقف يكون طوق نجاة لولي العهد السعودي التي تدل كل القرائن انه متورّط في هذه القضية لان ترامب سارع بتبرئة محمد بن سلمان والقول انه ليس لديه علم بما حدث .
• برأيكم ماهي الخطوة المقبلة في هذه القضية ؟
هناك نوعان من طرق التعامل مع هذه المسالة من ناحية الموقف الأمريكي الاول إما بدفن القضية وهو صعب واقصد بدفنها اي خلق نقطة اهتمام اخرى سواء بصناعة احداث جديدة او تصادم جديد لكن يبدو ان الرأي العام العالمي والإعلام لن ينسى هذه القضية سريعا بل ذلك سيحتاج وقتا طويلا جدا .
ثانيا التفكير بسيناريو جديد يبرئ بن سلمان والحكام السعوديين بربط الاغتيال بأشخاص معينين. السعودية وأمريكا يبحثان عن كبش فداء لتحميله مسؤولية قتل خاشقجي عن طريق الخطأ.
يبدو ان الادارة الامريكية لديها القدرة على المناورة ، والسعودية ايضا لديهم هذا وهم بصدد تهيئة كبش فداء لإنقاذهم من هذا الموقف .
• هل سيؤثر هذا الملف على العلاقات التركية الامريكية ؟
العلاقات التركية الامريكية الان تجاوزت ازمة التصعيد السابقة من خلال عودة القس الامريكي الذي كان محتجزا في انقرة مايدل ان هناك نوعا من التفاهم الان، كما يؤكد أن الازمة السابقة بين الطرفين في طريقها الى الحلحلة ويبدو ان منحى التصعيد بدأ بالهبوط . ويبدو ايضا ان قضية خاشقجي اصبحت تمهد لعودة العلاقات التركية الامريكية الى مسارها.
• كيف ترون مقاطعة عدد من كبرى الشركات العالمية لمؤتمر الاستثمار المزمع انعقاده في الرياض ؟
هذه المقاطعات الغربية جاءت على الرغم من وجود اختلاف في وجهات النظر بين اوروبا وامريكا لكن يبقى الموضوع متعلقا بكيفية التعاطي التي هي رهينة تعاطي الولايات المتحدة مع القضية. واشنطن لا تريد التفريط بتحالفها مع السعودية كما ان هناك علاقة صداقة شخصية بين كوشنر صهر ترامب ومحمد بن سلمان ولي العهد السعودي
كما انها لا تريد المساس بمصالحها الاقتصادية والسياسية لذلك ستتجه نحو مخرج يكون مقبولا من دول الغرب ، كما سمعنا من التسريبات عن وجود انباء عن امكانية تغيير ولي العهد السعودي وهذا موضوع داخلي . التركيز الآن هو على جهود تبرئة محمد بن سلمان.