قال الكاتب والمحلل السياسي سومر سلطان في حوار لـ«المغرب» أنّه من الصعب توقع تنفيذ الاتفاق المبرم بخصوص «ادلب» بالكامل، مضيفا انّ أي خطوة هي ربح للجانب الذي يهدف إلى إنهاء الحرب السورية، وإعادة توحيد البلاد. وتابع سومر أنّ سوريا وحلفاءها باتوا يضعون ملف «التنف» في أولوياتهم بعد انتهاء مسألة «ادلب».
• لو تقدمون لنا اخر تطورات المشهد الميداني في ادلب السورية؟ وماذا بعد سحب المعارضة لأسلحتها ؟
حالياً هدوء بفعل اتفاق التهدئة بين روسيا وتركيا، هي لن تسحب سلاحها من كامل إدلب وإنما من شريط يتراوح عرضه بين 15 و20 كم ستسحب السلاح الثقيل من إدلب.
مبدئياً، من الصعب توقع تنفيذ الاتفاق بالكامل، ولكن أي خطوة هي ربح للجانب الذي يهدف إلى إنهاء الحرب السورية، وإعادة توحيد البلاد. لأن هذا الاتفاق مؤقت، كما أوضح الرئيس بشار الأسد، وهذا يعني أن الفصائل المسلحة ستكون أضعف بالضرورة بعد انتهاء الاتفاق، وعودة العمل العسكري من جانب الجيش العربي السوري وحلفائه.
• هل يعني هذا انتصارا غير مباشر للجيش السوري؟
طبعاً. وهذا ما توضحه تصريحات الكثير من وسائل الإعلام الداعمة لتلك الفصائل؛ إذ تشير إلى أن المسلحين وحدهم سينسحبون، وأن الجيش باقٍ بكامل عدته وعتاده.
• تقدم الجيش السوري في ادلب يقلق عدة اطراف دولية واخرى اقليمية كيف سيكون تأثير هذا التقدم على المشهد الاقليمي والدولي ؟
لدينا في الأشهر الأولى من عام 2017، استحقاق هام، هو الانتخابات البلدية التركية، والتي تأتي في ظروف أقسى أزمة اقتصادية مرت بها البلاد منذ عقود. إن هذا يجعلنا نتوقع أن تحاول أنقرة تأجيل العمل العسكري للجيش السوري باتجاه إدلب إلى ما بعد هذه الانتخابات، كي لا يؤثر على نتائجها سلباً. وبطبيعة الحال ستضطر لتقديم تنازلات كبيرة لموسكو، ومن خلفها دمشق. هذا يجعلني لا أتوقع بدء العمل العسكري فوراً، لأن دمشق ستحصل على الكثير من المكاسب دون أن تهدر قطرة دم جندي واحد. العائق الوحيد أمام هذا السيناريو هو واشنطن، التي ستضغط على أنقرة كي لا تقدم أي تنازلات من هذا النوع. لأن واشنطن يهمها كذلك أن تبقى أنقرة غارقة في مستنقع إدلب، كي لا تعترض على ما يجري على حدودها الجنوبية الشرقية، في شمال العراق وشمال شرق سوريا، في المناطق ذات الغالبية الكردية، التي يحكمها حلفاء واشنطن عموماً.
• كشفت وثائق رفض امريكا المساهمة في إعمار سوريا «قبل بدء عملية سياسية بقيادة اممية ،هل يعني هذا ان امريكا لن تقبل بأي تقدم يحرزه الاسد في سوريا وستتمسك بضرورة التخلي عنه ؟
وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو هو أحد مرتبي المشروع الأمريكي لإعادة إعمار سوريا. وخطوطه العامة تقوم باختصار على تمويل الدول العربية، وعلى رأسها السعودية، لإعادة الإعمار، وحصره بالمناطق الخارجة عن سلطة الدولة المركزية. هذا يعني أن إعادة الإعمار هو تعبير ملطف عن مشروع إنشاء دولة موازية في شرق الفرات، تكون بديلاً عن الدولة الوطنية وعاصمتها دمشق. وأما التصريحات الإعلامية التي تتخذ مما تسميه «الانتقال السياسي» ذريعة كي لا يتم تقديم مساعدات للشعب السوري المقيم في مناطق سيطرة الحكومة المركزية، فهي إضافة إلى كونها مساعدات مشروطة وتنتقص السيادة الوطنية، تشكل عامل ابتزاز للشعب، وخاصة في ظل هجرة الكثيرين من مناطق سيطرة الميليشيات المتمردة، سواء السلفية منها أو الكردية، إلى مناطق الدولة.
• ماذا بخصوص تصريحات بوتين حول ضرورة مغادرة كل الاطراف الاقليمية للاراضي السورية ؟
أعتقد أنه موجه للوجود الأمريكي في قاعدة التنف، إذ أن بوتين يضع شرطاً لكل وجود في سوريا، ومن ضمنه وجود بلاده، هو موافقة الحكومة الشرعية في دمشق، أو بقرار من مجلس الأمن الدولي. لدينا الكثير من المعطيات تقول إن سوريا وحلفاءها باتوا يضعون ملف التنف في أولوياتهم بعد انتهاء مسألة إدلب. لأنه عندها تكون دولة الأمر الواقع التي أقامتها الولايات المتحدة شرق الفرات بحكم الساقطة كأحجار الدومينو.