قال الكاتب والمحلّل السّياسي العراقي د. جاسم البديوي لـ«المغرب» أنّ الهجوم الذي استهدف استعراضا عسكريّا يوم أمس في ايران يأتي في وقت تعيش فيه طهران تضييقا اقتصاديا وسياسيّا على الصّعيدين الاقليمي والدولي. وتابع البديوي أن هذا الهجوم وان تم تنفيذه بأيدي منظمات داخلية فهو لا ينفي أنّ بعض المنظمات الايرانية المعارضة لها علاقات مع بعض خصوم طهران الاقليميين والدوليين .
• ماهو تعليقكم على الهجوم المسلح الذي استهدف استعراضا عسكريا في ايران بأبعاده وتداعياته ؟
هذا الهجوم لأول مرة يحدث ضد استعراض عسكري لكن لا يمكن فصله عن ما حدث سابقا من انفجارات منها تفجير قبر الخميني ، الفرق بين هذه الهجمات هو ان ايران الْيَوْمَ تتعرض لعقوبات اقتصادية وتعاني من تضييق الخناق عليها دوليا وإقليميا، واضح ان سياسة التضييق على ايران أخذت بعدا مخابراتيا أيضا وان هناك توجها لدعم منظمات معارضة.
رسالة الى ايران بعد تضييق الخناق عليها خصوصا بعد التحالف الاخير بين امريكا ودول الخليج لتحجيم إيران ودورها وتقييد نفوذها في المنطقة بعض دلالات الهجوم تدلّ ان هناك جانبا مُخابراتيا يتمثل بدعم العقد الامريكي او الغربي وحتى الخصوم الاقليميين أيضا يتجهون الى دعم المنظمات الايرانية المعارضة في الداخل .
• يعني برأيكم الهجوم مدعوم من الخارج حتى لو تم تنفيذه بأيادي منظمات داخلية ؟
هذا الهجوم مدعوم من الخارج واضح ان بعض المنظمات الايرانية لها علاقات مع بعض خصوم طهران الاقليميين والدوليين ، من السهل اليوم تصميم القنابل وتوفير السلاح وشن مثل هذه الهجمات خصوصا في الاهواز وهي عادة مدينة تضم الكثير من المعارضة للنظام الحاكم في ايران.
كما أن تصريح وزير الخارجية الإيراني جاء واضحا ويبدو ان هناك معلومات حول هذه المنظمات والدعم الذي تلقته من الخصوم الاوروبيين والإقليميين، ويبدو أن الامور تتجه نحو التصعيد لإجبار ايران على التراجع عن دعم حلفائها في اليمن ولبنان وسوريا والعراق .
• كيف سيكون الرد الايراني ، وهل سينجح هذا التخطيط لـ«ضرب» ايران من الداخل في تحجيم دورها الاقليمي ؟
ايران من الدول التي تعرف كيفية وتوقيت الرد المناسب وهي من الدول العريقة ولها تاريخ مع التعامل مع مثل هذه الهجمات .على الأقل في الوقت الحاضر لن يكون للإيرانيين رد بنفس الطريق هي تحتاج لبعض الترتيبات ،في الوضع الحالي وخصوصا في ظل الضغوطات والعقوبات الاقتصادية وذلك كان له تأثير عليها بالتالي الرد لن يكون بشكل مباشر .
ايران كسبت حليفها الاوروبي في قضية الاتفاق النووي لا تريد التفريط في هذا التفاهم مع الاوربيين برد قد يكون متسرعا ، لذلك لا أعتقد ان الأمور ستصل الى قضية الرد او الرد المباشر أو الحرب والمواجهة كل ذلك يتنزل في اطار الحرب الباردة في الشرق الأوسط هذا الهجوم هو رسالة أرادت القوى الاخرى إيصالها الى ايران ويبدو انها قد وصلت وطهران لديها القدرة على الفهم والاستيعاب والرد ولكن بأشكال اخرى .
كما قلت هناك اجماع اوروبي على حق ايران في استمرار العمل بالاتفاق النووي رغم الانسحاب الأمريكي . ايران تستطيع الاستفادة دبلوماسيا من هذا الهجوم لتؤكد انها هي ايضا تتعرض لهجمات مسلحة ، وبالتالي تدعيم رأيها ورأي الجمهورية الاسلامية وأيضا لإظهارها بمظهر الدولة التي تتعرض كسائر الدول الاخرى لهجمات ارهابية .
• الى أي مدى يمكن أن يصل التصعيد الإيراني الأمريكي خاصة في سوريا ؟
الأمور تتجه الى تفاهم امريكي سوري لا الى مواجهة ...ولكي لا تحدث مشكلة مع الروس سيكون هناك تفاهم روسي امريكي ضمني كما ان المواجهة بين ايران ودول الخليج لن تنعطف بشكل كبير ولن تؤثر على موازين القوى السياسية عما كانت عليه منذ 1979 وبداية مايعرف بالحرب الباردة في الشرق الاوسط بين دول الخليج من جهة وإيران من جهة اخرى سيما بعد حرب الـ8 سنوات مع العراق.هذا التفجير ليس الأول ايران شهدت سنة 1981 تفجيرا ضخما في مقرات احد الاحزاب السياسية راح ضحيته عدد كبير جدا من المدنيين
لن يكون لهذا الهجوم تأثير او سبب في اسقاط نظام الحكم في ايران ،فلا السعوديون ولا الخليجيون ولا خصوم ايران الاقليميون يريدون اسقاط نظام ايران ولا حتى ترامب، كما ان الايرانيين لا يريدون أيضا اسقاط انظمة الخليج بسبب ان كبار اللاعبين الاقليميين والدوليين يعرفون كيف تدار الازمة وخيوطها خاصة وان الكل مستفيد من هذا الصراع سواء بشكل او بآخر.