الأزمة الليبية ودعم التعاون الثنائي سيما في جانبه العسكري ، فيما سجلت الساحة المحلية عديد التحركات العسكرية مما يؤشر على قرب حدوث صدام مسلح في اكثر من مدينة .في هذا السياق اصدرت القيادة العامة للجيش التابعة للحكومة المؤقتة التعليمات للواء ونيس بو خمادة امر القوات الخاصة – الصاعقة - بالتوجه الى مدينة سبها جنوبا على راس قوة عسكرية تحسبا لاي طارئ هناك .
اما شمالا فان حالة من الترقب والحذر تطبع المشهد ونعني بذلك ما يحدث في مدينة ترهونة الموالية لحفتر، اذ اعلنت المجموعات المسلحة في المدينة حالة النفير العام بين مقاتليها . بعد وصول معلومات تؤكد وجود تخطيط الامن المركزي و مجموعات اخرى من طرابلس والزنتان . الهجوم على ترهونة . وكانت العاصمة طرابلس احتضنت اجتماعا سريا شارك فيه اللواء اسامة جويلي امر المنطقة العسكرية الغربية التابع لحكومة الوفاق وخالد المشري رئيس مجلس الدولة . و المسؤول عن الامن المركزي . وتم بحث انجاز عملية عسكرية ضد انصار حفتر في ترهونة والحيلولة دون مهاجمة هؤلاء لطرابلس .
ويرى متابعون بان التحركات العسكرية الاخيرة تؤشر حتما على وقوع صدام مسلح بين قوات حفتر وقوات موالية للمجلس الرئاسي، ومن المتوقع ان تكون ترهونة وضواحيها ساحة لتلك المواجهات. تطورات عسكرية غطت المبادرات والمساعي السياسية الراهنة لحل الازمة بالإضافة الى انسداد الافاق امام المبادرات السياسية كان بسبب تمسك الفرقاء كل بشروطه وتفادي المصلحة العليا للوطن . لقد جرب الوسطاء في الصراع سيناريو المحاصصة وتوزيع المناصب في الحكومة السابقة على امل انهاء الصراع لكنهم فشلوا . وتأكدت الامم المتحدة واللجنة الرباعية بان الاشكال اكبر من توزيع المناصب ومنح الحقائب الوزارية .
عراقيل مستمرة
العائق والاشكال هو انعدام الثقة بين ابناء الوطن الواحد . قيادات المليشيات المتورطة في الانتهاكات تخشى الملاحقة القضائية، وفي ظل غياب ضمانات بعدم الملاحقة تتمسك بالنفوذ وترفض الحل السلمي ومازال لديها امل في حسم عسكري يكون لصالحها . على الطرف الاخر نفس المخاوف نجدها لدى معسكر حفتر ولوان الاخير اكد اكثر من مرة دعم الحل السلمي و تاييد اجراء الانتخابات .
اذن المعضلة في ليبيا هي كيفية ايجاد نوع من الثقة بين الفرقاء و هذا ما فشل في فعله المبعوث الاممي غسان سلامة وفريقه في البعثة . كما فشل الاتحاد الافريقي وبعثة الجامعة العربية رغم الجهود المبذولة من طرف مبعوث الجامعة العربية ومبعوثة الاتحاد الافريقي . اما الاتحاد الاوروبي فهو شبه غائب عما يجري في ليبيا . في انتظار ما سوف يتمخض عن مؤتمر روما بعد 60 يوما حول ازمة ليبيا .
مؤتمر قلل المراقبون من اهميته استنادا إلى نتائج ومخرجات المؤتمرات الدولية المماثلة السابقة . ليبقى الامل الوحيد في مبادرة محلية دون تدخل خارجي . يطرحها ابناء ليبيا وتحمل مشروعا وطنيا شعاره ليبيا للجميع ومضمونه التنازل لأجل الوطن وطي صفحة الخلافات ونشر التسامح ونبذ العنف بكل اشكاله .