غرب العاصمة طرابلس ، وطرد الميلشيات المسلحة التي تتولى تهريب النفط انطلاقا من مصفاة الزاوية .ما اعلنته القيادة العامة للجيش عن إحراز نجاحات جديدة غرب طرابلس يطرح السؤال من جديد عن حقيقة قوة ونفوذ الجيش في تلك المناطق وما مدى قدرة تلك القوات على مواجهة المجموعات المسلحة والموالية في اغلبها لحكومة الوفاق ؟
من حيث نقاط تمركز قوات حفتر المتواجدة غربا والمنضوية تحت غطاء المنطقة العسكرية الغربية بقيادة اللواء ادريس مادي، فان نقاط السيطرة تقتصر على قاعدة الوطية جنوب غرب طرابلس ، اللجان صبراته، جزء من الزنتان وبئر الغنم. فيما يتعلق بحجم قوات حفتر وفي غياب إحصائيات رسمية فان مصادر محلية ترجح أن يكون تعدادها ما بين ألفي عسكري وثلاثة آلاف كحد اقصى، ويمثل سلاح الجو من خلال طائرات الميغ 21-23 والسوخوي 22 احد عناصر قوة الجيش. اما عن ميزان القوى مع المجموعات المسلحة التابعة للوفاق فيبدو انه يلعب لصالح الوفاق والدليل على ذلك هزيمة قوات حفتر في ورشفانة وطردها من طرف قوات الجويلي منذ أشهر .
تطورات ميدانية
هذا المعطى جعل من قوات حفتر محدودة الإمكانيات في مواجهة قوات حكومة الوفاق وحتى سيطرتها الأخيرة على مصفاة الزاوية يبدو انها جرت بضوء أخضر من المجلس الرئاسي الذي يريد التخلّص من المليشيات والحد من تهريب النفط. ومع اقتراب نهاية العام الحالي وموعد إجراء الانتخابات تعمل الولايات المتّحدة وحلفاؤها الغربيون على تقليص حجم المجموعات المسلحة المتطرفة سيما في طرابلس وضواحيها .
وفي هذا الإطار نفذ طيران مجهول فجر أمس غارات جوية على مقرات للمليشيات في منطقة تاجوراء دون تفاصيل ومعلومات عن نتائج تلك الغارات الجوية ، وكانت العاصمة طرابلس مسرحا لمواجهات مسلحة بين المجموعات المتطرفة وقوة الردع الخاصة الممثلة لداخلية الوفاق واهم تلك المواجهات التي جرت مطلع العام الجاري .
الواقع ان وجود مليشيات مسلحة متمردة على المجلس الرئاسي في طرابلس احرج السراج في عديد المناسبات والمواقف، وانطلاقا من هذا ربما تعاون السراج مع حفتر في اطار محاربته للجماعات المتطرفة طالما ان هكذا تعاون نص عليه بيان لقائهما في باريس .
عسكريا أفادت مصادر متطابقة من جنوب بني وليد عن حشد الجضران وحلفائه واستعدادات جارية لهجوم جديد على الهلال النفطي واستعادته من الجيش. وكان هجوم الجضران السابق اسفر عن سيطرة مؤقتة للجضران على ميناء راس لانوف والسدرة .لكن قوات حفتر تمكنت من استعادة المنطقتين سريعا.
ويرى مراقبون ان تعطل تنفيذ خارطة الطريق سوف يكون له عواقب خطيرة على جهود التسوية السلمية، وساهم في تعميق الفجوة بين الاطراف المتصارعة على السلطة والنفط . مخاطر يبدو ان عقلاء ليبيا مازلوا غير مقدرين لحقيقة حجمها الذي يمكن ان يوصل الوطن الى سيناريو الحرب الاهلية والتقسيم المعلن من هذا الطرف او ذاك .