وأخرى خارجية ، ومع تسارع تطورات المعركة في الأسابيع القليلة الماضية احتضن الميدان السوري مواجهة إسرائيلية إيرانية لطالما كانت محتدمة بين اسرائيل المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية من جهة وإيران حليفة النظام السوري وروسيا من جهة أخرى .
ومع اقتراب حسم المعركة لصالح النظام السوري يرى مراقبون أن الجانبين الاسرائيلي والأمريكي استغلاّ المشهد المتوتّر لمواصلة حرب النفوذ ضد إيران في المنطقة لكن هذه المرة عبر البوابة السورية . فمنذ انسحاب الولايات المتّحدة من الاتفاق النووي بين طهران والغرب وذلك بقرار من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، قامت واشنطن بفرض عقوبات اقتصادية قاسية على الجانب الإيراني في خطوة لتطويقها والحد من نفوذها المتنامي مع العلم أنّ واشنطن تتهم طهران برعاية الإرهاب وتمويله في المنطقة العربية وهي اتّهامات تتشاركها أمريكا مع حلفائها الخليجيين وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية. وباعتبار الدّور الكبير الذي تلعبه إيران في الميدان السوري ومع اقتراب المعارك الى المنطقة الحدودية الجنوبية على مقربة من حدود الجولان المحتلّ استشعر الكيان الصهيوني الخطر الذي تهدّد امنه مع اقتراب المعارك من الحدود المحتلّة .
مواجهة مباشرة
من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي خيام الزعبي لـ«المغرب» أن تحرير الجيش العربي السوري وحلفاؤه الجنوب السوري من قبضة الجماعات المسلحة أغضب بالفعل صناع القرار في تل أبيت خاصة وإن التقدم العسكري الكبير للجيش السوري يأتي بدعم من محور المقاومة وروسيا ، مضيفا ان الغضب الإسرائيلي يبرز بأشكال متعددة تصب كلها في إطار دعم الجماعات المسلحة المتطرفة لتغيير مجريات الحرب لصالحها، التقارير الواردة لغرفة العمليات السورية تتحدث عن إن هذا العدوان يؤكد ضلوع إسرائيل المباشر في دعم الإرهاب في سوريا إلى جانب الدول الغربية والإقليمية، لرفع معنويات التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم «داعش» الارهابي وخاصة بعد الضربات المتلاحقة التي تلقتها من الجيش السوري وفق تعبيره.
وبخصوص الدور الاسرائيلي والصراع مع ايران في الميدان السوري اجاب محدّثنا ‘’ ليس التدخل الإسرائيلي في سوريا أمراً مستجداً أو فريداً من نوعه، فالعملية الإسرائيلية في إسقاط طائرة سورية من طراز سوخوي 27 لدى اقترابها من أجواء هضبة الجولان المحتل أدخلت المنطقة في منعطف خطير وهو التدخل الأكثر وضوحاً لإسرائيل على خط الأزمة السورية، في إطار هذا فإن إسقاط الطائرة من دون أدنى شك، الأكثر خطورة على الإطلاق، من حيث التداعيات المحتملة، وهذا يشكل دليلا واضحا على التورط الإسرائيلي في الحرب السورية خصوصاً على جبهة الجولان، بدليل أن سيطرة المجموعات المسلحة على الجانب السوري من معبر القنيطرة على الحدود مع إسرائيل كانت بمثابة خدمة وهدية مجانية قدمتها إسرائيل لهذه المجموعات من دون أي مقابل، التي سبق أن حصلت من إسرائيل على كل أشكال الدعم اللوجستي والعسكري فضلاً عن إسعاف جرحاهم وتقديم العلاج لهم ».
حقيقة موازين القوى
واضاف الكاتب السوري ان الاعتداء الإسرائيلي، الأخير وما سبقه ، يأتي بالتزامن مع تقدم الجيش السوري سريعاً في ريفي درعا والقنيطرة بالإضافة الى اليأس من امكانية تغيير معادلات الصراع على الساحة السورية .
وشدّد محدثنا على أنّ إسرائيل أمام منعطف إستراتيجي لن تسعفها كل بشاعة القتل والدمار التي تمارسها في اخفاء إخفاقها مشيرا الى أنّ الحرب القادمة بين ‘’إسرائيل’’ وحلفاء سوريا خاصة ايران ستكون مختلفة تماماً، وستؤلم إسرائيل أكثر مما حصل في حرب لبنان الثانية، وستغير هذه الحرب الكثير من النظريات والعقائد العسكرية في العالم، كما أنها ستدفع بالقوى الدولية لإعادة النظر في حقيقة موازين القوى وسبل قياسها.