الكاتب والمحلل السياسي الليبي محمد علي لـ«المغرب»: «ماحدث في درنة ليس تحريرا بل هو سيطرة طرف على حساب طرف آخر»

• «عدم وجود قوّة وطنيّة قادرة على إدارة ليبيا يجعلها لقمة سائغة أمام الجميع»


قال الكاتب والمحلل السياسي الليبي محمد علي لـ«المغرب» أنّ ليبيا امام منعرج صعب يستوجب وجود شخصية وطنية تحظى باجماع محلي ودولي كما تتمتع بدعم سياسي وعسكري خارجي لإرساء الاستقرار في البلاد وإعادة اعمارها .
وأضاف الكاتب الليبي أن الوضع الراهن بما يشهده من اقتتال وعدم استقرار قد يجعل من الصعب اجراء انتخابات قريبة .

• ماهي قراءتكم لإعلان الجيش الليبي تحرير مدينة درنة بالكامل ؟
ليبيا وضعها معقد والجماعات الاسلامية متشعبة فيها وماحدث حدث في درنة ليس تحريرا بل هو سيطرة طرف على الاخر ،الجماعات الاسلامية المتنطعة منتشرة في ليبيا وماحدث في درنة اخراج جماعة وإحلال بدلا عنها جماعة اخرى، وهي السلفية السعودية المتحالفة مع حفتر فتم اخراج جماعات القاعدة وإدخال جماعات السلفية السعودية بدلهم للسيطرة على المساجد ومؤسسات الأوقاف وكأنهم لايعلمون ان القاعدة متولدة من هذه السلفية السعودية.

• هذه التطورات في درنة ومن قبلها مواجهات الهلال النفطي كيف ستؤثر على المشهد الليبي مع قرب اجراء الانتخابات ؟
لا اعتقد ان هناك انتخابات سوف تحدث في ليبيا بسبب التباعد الذي يحدث يوميا بين الليبيين خصوصا بسبب ماحدث في الهلال النفطي وما يحدث من حروب وقتل تجر الانتقام والثأر ولا تجر الى التقارب المجتمعي الذي تحتاجه ليبيا في اي انتخاب.

• حذرت القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية،اليوم ، أطرافا دولية لم تسمها، من «السعي لإنشاء وجود عسكري لها في بعض مناطق الجنوب الليبي»، من هي هذه الاطراف برأيكم ومامدى صحة الوجود العسكري الخارجي في ليبيا ؟
مجموعة من الدول لديها خطط للتواجد في ليبيا بعضها عربي وبعضها اوروبي والأطراف المتصارعة هى من يجلبها الى ليبيا فلم تخطط لوحدها، والوجود العسكري والمخابراتي موجود وبقوة في ليبيا هو فقط غير معلن.

• من المستفيد من استمرار الفوضى السياسية والأمنية في ليبيا؟
المستفيد من الوضع الليبي هم أطراف الصراع ومن يحكم ليبيا الآن من اجسام تشريعية وتنفيذية لان الوضع أتاح لهم النهب وسرقة الأموال والممتلكات العامة دون حسيب او رقيب وأرصدتهم في الخارج تتضخم يوميا في دول معينة لدينا بياناتها كاملة ، اسماء وحجم ارصدة وغيرها.

• ماهي رؤيتكم لمستقبل المشهد الليبي ؟
سوف تبتلع ليبيا بين الدول وهذا هو المُرجّح الثقيل لعدم وجود أيّ قوة وطنية قادرة على إدارتها ولأنّ وجودها بهذه الحالة هو خطر على العالم اجمع ولوجود ثروات فيها ولوجود حكام ضعفاء هم على استعداد لتقديمها كلقمة سائغة ، وبسبب ثقافة متدنية عند الشعب الليبي هي ثقافة لاتدرك حجم المخاطر التي تحيط بها مع هذا الوضع الليبي المعقد ولعدم وجود أي ثقافة وطنية .
الحقيقة لابد من البحث عن اي شخصية وطنية يلتف حولها الجميع وتدعم عالميا وليس دعما سياسيا فقط بل حتى دعما عسكريا لوجود اطراف مسلحة عديدة من جماعات دينية وجماعات سياسية وجماعات اجرامية وغيرها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115