ميناء «الحُديدة»... معركة الحسم في ساحة الحرب اليمنية

تسارعت في الأيام القليلة المُنقضية وتيرة المُواجهات العسكريّة

في اليمن بالتحديد في ميناء ‘’الحديدة’’ بين القوات الحكوميّة اليمنيّة مدعومة بقوّات التحالف العربي بقيادة المملكة العربيّة السعوديّة من جهة وبين جماعة الحوثي من جهة أخرى. وتمثل معركة ميناء ‘’الحديدة’’ المعركة الأهمّ حاليا بعد معركة تحرير العاصمة صنعاء نظرا لما يحمله الميناء من أهميّة استراتيجية بالغة لكافة الأطراف، سواء الاطراف الفاعلة من مختلف الانتماءات السياسية او من جانب المدنيين اليمنيين .

اذ تؤكد تقارير أممية ان هذا الميناء الواقع بمدينة ‹›الحُديدة›› على ساحل البحر الأحمر الذي يبعد عن العاصمة صنعاء بمسافة تصل إلى حوالي 226 كيلو مترا . هو شريان حياة بالنسبة للمدنيين اليمنيين . وتأتي المحافظة في المرتبة الثانية من حيث عدد السكان بعد محافظة تعز حيث بلغ عدد سكان محافظة الحديدة مايفوق الـ2 مليون نسمة وينمو السكان سنوياً بمعدل 3.25 %.

وتؤكّد الأرقام أن 80 في المائة‏ من المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية التي تصل الى اليمن تمرّ عبر هذا الميناء الحيوي مايجعل معركة السيطرة عليه هي المعركة الأكثر عنفا خلال الاونة الاخيرة . فيما يتهم التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية أنّ ميناء ‘’الحديدة’’ يمثل بوّابة هامة للحوثيين المدعومين من ايران باعتباره مصدرا لتهريب الأسلحة والعتاد والأموال وفق تصريحات المتحدّث باسم التحالف.

ووصل المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث إلى صنعاء في مهمة دبلوماسية طارئة، لمحاولة تجنيب مدينة الحديدة التي تضم ميناء رئسيا تتدفق منه المساعدات إلى البلاد، حربا قد تتسبب في توقف المساعدات الإنسانية. وكان مارتن غريفيث قد أكد استمرار المفاوضات لتجنيب المدينة مواجهات دامية.

«معركة الحسم»
ويوم الجمعة قام التحالف العربي في اليمن بشنّ عملية عسكرية مع انباء عن قرب تمكنه الى جانبه القوات الحكومية اليمنية من السيطرة على الميناء الا ان تقارير اخرى تؤكد ان المعركة صعبة للغاية بين الطرفين .
بعد أن قامت جماعة الحوثي المدعومة من إيران باستعدادات مكثفة عبر تنصيب عشرات الحواجز الأمنية وانتشار حالة الاستنفار للدفاع عن المدينة ومينائها الذي يعد ثاني أكبر الموانئ على البحر الأحمر بعد ميناء جدة السعودي.
ويؤكّد متابعون أنّ اليمن يمثّل منذ عقود طويلة ساحة حرب بالوكالة بين دول الخليج على رأسهم السّعودية من جهة وإيران من جهة اخرى . اذ تدعم طهران ميدانيا وماليا ولوجستيا جماعة الحوثي . ويزيد ذلك من حدّة المواجهة بين ايران والسعودية حول النفوذ في الشرق الاوسط علما وان العداء التاريخي بين الجانبين متجسد على الميدان في اكثر من بلد اولها اليمن ثم العراق وسوريا وأيضا لبنان.

ويأتي تفجر الوضع اليمني من جديد ليزيد من قتامة المشهد الراهن الذي تمر به المنطقة العربية ، فالى جانب الاتّهامات الموجهة لإيران بدعم الحوثي بالمال والعتاد تواجه المملكة العربية السعودية اتّهامات أممية واسعة النطاق بقتل المدنيين في غارات شنها التحالف الذي تقوده منذ سنة 2015 والّذي يرى متابعون انه لم يكن بالنجاعة المطلوبة .
ظهرت حركة الحوثيين منذ سنوات كرقم أساسي في المعادلة السياسيّة اليمنيّة. فمن هم الحوثيون؟ وما هي مطالبهم؟ هم «جماعة دينية شيعية تقوم علی ولاية الإمام وتتبع الطريقة الاثني عشرية علی غرار النموذح الإيراني». تولى بدر الدين الحوثي قيادة الحركة بعد مقتل زعيمها نجله حسين الحوثي، في 2004 وهي حركة مدعومة من ايران.
وهناك من يرى «أن الحوثيين يسيرون علی خطی حزب الله اللبناني ولو أنّ الجماعة لم تعلن تحولها حتی الآن إلى حزب سياسي معترف به لدی السلطات، لكنها تستعير اسما حديثا دخلت به مؤتمر الحوار الوطني عرف بمكون «أنصار الله».

وتتهم صنعاء الحوثيين بتلقي الدعم من إيران ومشاركة «حزب الله» اللبناني في مشروع إقامة «الهلال الشيعي» في المنطقة. الأمر الذي ينفيه الحوثيون الذين يؤكدون بقاءهم على المذهب الزيدي رغم اتفاقهم مع الاثني عشرية في بعض الأمور.والزيدية، نسبة إلى الإمام زيد بن علي، هي إحدى فرق الشيعة الثلاث: الزيدية والاثني عشرية والإسماعيلية. ولكن «الزيدية أعدلها وأقربها إلى مذهب أهل السنة»، بحسب تفسير المهتمين. ويتمركز المنتسبون إلى هذا المذهب في الجزء الشمالي من البلاد.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115