في لعبة المحاور الاقليمية والدولية ليس بالأمر المفاجئ او الجديد، لكن جاء التصويت العربي في مونديال 2026 لصالح الملف الثلاثي ( الامريكي والمكسيكي والكندي) ضد المغرب ليكشف مدى الحالة التي وصلت اليها هذه العلاقات من التأزم والتفكّك.. وعقب عملية التصويت عبر المتحدث باسم الحكومة المغربية مصطفى الخلفي في مؤتمر صحفي بالرباط عن خيبة امله بعد تصويت عديد الدول العربية لصالح الملف الثلاثي قائلا :«هذا مؤسف بالنسبة إلينا لكننا سنواصل العمل لأننا ننظر للمستقبل».
وقبيل انطلاق التصويت، لم يتردد الرئيس الامريكي دونالد ترامب على صفحته في مواقع التواصل الاجتماعي في تهديد الدول التي لن تصوت لصالح الملف الثلاثي بالقول :«سيكون من العار أن تقوم الدول التي نساندها في جميع الظروف بمقاطعة الملف الأمريكي، لماذا يتعين علينا مساندة هذه الدول عندما لا تدعمنا».
صحيح ان التصويت لاستضافة مونديال 2026 هو حدث كروي ورياضي بامتياز ولكن اسباب التصويت ودوافعه كانت سياسية بالدرجة الاولى وتتحكم به عدة اعتبارات لها علاقة بمصالح الدول او بسياساتها الخارجية وتحالفاتها الدولية ..لذلك فان هذا التصويت من شأنه ان يحمل تداعيات سيئة على العلاقات بين المغرب والدول التي صوتت ضد ملفها وهي السعودية ولبنان والأردن والعراق والإمارات والكويت والبحرين، بحسب بيانات الجمعية العمومية (كونغرس) للاتحاد الدولي لكرة القدم « الفيفا» .. في حين، كانت تونس في طليعة الدول التي صوتت لصالح الملف المغربي في تماه مع تقاليد الدبلوماسية التونسية التي ظلت وفية للقضايا العربية ووحدة الصف في احلك الظروف.. ولعل مفاجأة التصويت كان اختيار الجزائر الملف المغربي ، فبالرغم من كل الخلافات السياسية مع الرباط على خلفية ملف الصحراء الغربية وغيره ، اختار الجزائريون ترك هذه الخلافات جانبا والوقوف صفا واحدا لدعم الملف المغربي من اجل تنظيم مونديال 2026 . كما اختارت مصر، ليبيا، سلطنة عمان، فلسطين، السودان، سوريا، ، قطر، اليمن، موريتانيا، جيبوتي، الصومال وجزر القمر.. ايضا التصويت لصالح الرباط..
هذا الفرز او الاصطفاف مع الملف الثلاثي بقيادة الولايات المتحدة على حساب العلاقات مع دولة عربية شقيقة لم يكن مفاجئا ، فتاريخيا سجلت عديد الحالات المشابهة في احداث متباينة ولعل تصويت عديد الدول العربية – من بينها المغرب -ضد مرشح تونس الرسمي لمنصب رئاسة البنك الافريقي للتنمية جلول عياد ما عدا مصر، في سنة 2014 كان دليلا على حجم هذا الشرخ..
ولعل السؤال الاهم كيف سيكون رد الرباط وهل سنشهد نهاية حلف المغرب – السعودية وبداية حلف المغرب قطر ، ردا على هذا التصويت المستفز؟
اولى مؤشرات هذا الرد تجلت في موقف وزير الثقافة المغربي الذي اكد عدم مشاركته في اجتماع وزراء إعلام «دول التحالف في اليمن»، المُقرّر انعقاده بمدينة جدة السعودية، في 23 جوان الجاري ...