كانت كفيلة بتدمير البلاد والعباد ...ازمات بالجملة تعيشها المنطقة ولئن اختلفت مسبباتها الا ان المشهد يكاد يكون نفسه ..اذ يطغى اللون الاحمر على خارطة الشرق الاوسط الجديد الذي لم نجد فيه سوى تمزيق للاوطان وتشريد للشعوب وتقتيل للاطفال ويكاد السؤال الاهم هو أي جيل جديد نعد للعقود القادمة؟
في آخر تقرير لليونيسيف اكدت فيه المنظمة العثور على 324 من الأطفال غير المصحوبين والمنفصلين عن ذويهم في حلب السورية وحدها وفي حالة صعبة. هؤلاء يحتاجون الى الكثير من الدعم النفسي والاجتماعي نظراً لما شاهدوه من فظائع..ويتحدث التقرير عن الطفلة التي اسمتها المنظمة «نور» وهي لا تتجاوز العامين من عمرها ووجدتها احدى العائلات السورية اثناء هربها من القصف تبحث بين الانقاض عن والديها ..وسلمت الى قسم للرعاية داخل المنظمة الاممية ..وهي ليست الا واحدة من مئات الاطفال الذين فقدوا عائلاتهم اثاء رحلة التشريد والتهجير طوال الاعوام الماضية وهؤلاء هم اهم نتائج هذا البركان السوري الذي لم يهدأ بعد... واولى ضحاياه هم الاطفال الذين بقوا دون رعاية اسرية ودراسة ..
من سوريا الى اليمن مرورا بلبنان وصولا الى ليبيا ..اجندات خارجية وداخلية تتشابك من اجل تصفية مصالح بعض القوى الاقليمية والغربية في حرب جديدة للزعامة لا احد يعلم متى تنتهي والى اين ستؤدي.وحتى الدول التي كانت الى وقت قريب هانئة مثل الاردن اصابتها عدوى الاحتجاجات ...ويبقى التساؤل الاهم هو الى أي مدى ستتمكن الحكومة الجديدة من امتصاص غضب المحتجين في ظل الظرف الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد مع ارتفاع معدل الفقر الى 20 %، ووصول نسبة البطالة الى 18,5 % بحسب الارقام الرسمية.
ويمكن القول ان هذه العاصفة التي شهدها الاردن طوال الايام الماضية هي جزء من ارتدادات الزلزال السياسي الذي تعيشه دول الجوار ..فوجود اكثر من مليون لاجئ سوري مع كل ما يستلزمه من تأمين لاحتياجاتهم المعيشية والحياتية اليومية ، من شأنه ان يلقي بثقله على ميزانية الدولة في زمن بات فيه التهجير والتشريد هو السمة الطاغية.. وبحسب الامم المتحدة، هناك نحو 630 الف لاجئ سوري مسجلين في الاردن، بينما تقول المملكة انها تستضيف نحو 1,4 مليون لاجئ منذ اندلاع النزاع في سوريا في مارس 2011. وتؤكد السلطات الاردنية ان كلفة استضافة هؤلاء تجاوزت عشرة مليارات دولار.
اكيد ان تكلفة اكثر من ثماني سنوات من الحروب باهظة جدا ، ومن سيدفعها هم ابناء المنطقة من اطفال ونساء وشباب وشيوخ الى ان يتوقف النزيف السوري وتتحقق التسوية الصعبة.