تاورغاء مصراتة ان الميثاق الموقع مؤخرا من اجل حل ازمة تاورغاء لا يحمي حقوق النازحين لانه يفرض شروطا مجحفة بحقهم. واكد ان توظيف هذا الملف الانساني هو سبب تعقيد المشكلة . واضاف في حديثه لـ«المغرب» ان اللجنة الاجتماعية للتفاوض مع تاورغاء ، جلها من المعرقلين والمعارضين لدخول ابناء تاورغاء لذلك وصل الميثاق لطريق مسدود .. واعرب عن امله بان يتم تعديل البيان ليصبح ميثاق حسن جوار وتعايش حقيقي..
• لو توضح لنا خلفيات أزمة نازحي تاورغاء ؟
ترجع هذه الازمة الى سنة 2011 حينما تبنت تاورغاء موقفا مؤيدا لنظام القذافي في حين وقفت مصراتة المجاورة لها الى جانب الثوار .واستعملت تاورغاء كمنطقة قتال وكانت تحت سيطرة النظام ..وما حصل في 17 فيفري مثل اول لحظة صدام بين صبراتة واهل تاورغاء ..وبعد انتصار ثورة فبراير وسقوط نظام القذافي كان رد فعل شباب مصراتة عنيفا في ذلك الوقت فدمروا مدينة تاورغاء وعاثوا فيها فسادا وانتشر القتل على الهوية والتعذيب والتهجير حيث هجر اهل تاورغاء سيرا على الاقدام وانتشروا في كل ربوع ليبيا ومنهم من وصل حتى تونس والمانيا . كما ان التأجيج الاعلامي اعطى الموضوع جانبا عدائيا وكان له دور سلبي في زيادة الخصام وتعقيد المشكلة بين تاورغاء ومصراتة..
• وكيف بدأ مسار المصالحة بين المنطقتين ؟
في سنة 2013 استطاع اهل المنطقتين ان يجلسوا في جلسات سرية بدأت في المنازل ثم تدخلت الامم المتحدة في سنة 2015 ودعمت تشكيل لجنة من المجلس البلدي لكل من تاورغاء ومصراتة وتوصل اهل المدينتين الى اول اتفاق في سنة 2016 وتم التصديق عليه من قبل المجلس الرئاسي. وبعد توقيع الاتفاق برعاية الامم المتحدة بين تاورغاء وصبراتة انتقلنا الى مرحلة اخرى وهي اعلان المجلس الرئاسي ودخلنا في مرحلة اعلان العودة . واعلن المجلس الرئاسي العودة في 1 فيفري لكن فوجئ اهل تاورغاء الذين قدموا من عشرة مخيمات من كل انحاء ليبيا وبأعداد كبيرة، بقوة مسلّحة لم نعرف تبعيتها لمن، ومنعت اللاجئين من الدخول. ودخلنا في جدال جديد وتدخلت القبائل الليبية وطلبت من الطرفين الجلوس لكن القوة المسلحة رفضت دخول اي طرف آخر، وتم الاعداد لميثاق ولكنه جاء على شكل ضغوط قاسية تصب في اتجاه تركيع تاورغاء ووجد اهل المدينة فيها شروطا مجحفة تكبل الحريات وحرية التنقل والدخول عبر فرض شروط مجحفة وتم رفضها من السلطات بتاورغاء متمثلة في مجلسها الاجتماعي والعشائري وأصدروا بيانا اعلنوا فيه رفضهم لهذه المسودة وطالبوا بتعديلها حسب المواثيق المعروفة بين القبائل والمدن الليبية .
• وما هو دور الامم المتحدة في هذا الملف؟
الملف بات مستغلا من قبل السياسيين لاستعماله كورقة ابتزاز حتى لصالح مصراتة في بعض الاحيان.. فحتى الامم المتحدة لم تتمكن من انهاء الازمة ، وهناك رغبة واضحة من السياسيين بعدم انهائه وذلك من اجل استغلاله والابتزاز به في العديد من المواقف . والحقيقة بعد الازمة التي حصلت وبقاء الناس في العراء لمدة اربعة اشهر ومنعهم من دخول تاورغاء لم نجد أي تحرك فاعل من الامم المتحدة وربما اقتصر التحرك على بعض المنظمات التابعة لها بتوصيل بعض الحاجيات وتوفير الاغذية والمفروشات والاغطية الا اننا محتاجون لموقف سياسي وليس لاغذية وملابس .. الامم المتحدة اصدرت بيانا عن طريق البعثة الاممية في ليبيا ولكنها لم تجد آذانا صاغية في مصراتة . تكونت لجنة اجتماعية للتفاوض مع تاورغاء كان جلها من المعرقلين والمعارضين لدخول ابناء تاورغاء لذلك وصل الميثاق لطريق مسدود ...وما زلنا نحاول تعديل البيان ليصبح بالفعل ميثاق حسن جوار وتعايش حقيقي..
اما حكومة السراج فلا قوة لها واكتفت بإصدار بيان والنظر من بعيد وقام وزير المهجرين والحكم المحلي والشؤون الاجتماعية بزيارة للمخيمات اطلق فيه بعض الوعود دون تنفيذ. واعتقد انه كان بالامكان على الامم المتحدة ممارسة ضغط اكبر على الحكومة لكي يتم التسريع في دخول ابناء تاورغاء ولكنها اكتفت بالتفرج وبإعطاء المسكنات للأهالي في كل لقاء بين الحكومة او اعضاء تاورغاء والأمم المتحدة. واؤكد لكم ان الوضع الانساني سيء جدا والمخيم يأتي في منطقة صحراوية تتكاثر فيها الحشرات الضارة وتزداد معاناة اهلنا مع ارتفاع درجات الحرارة وقد حدثت للأسف حالات وفاة في المخيم بسبب الظروف السيئة..
• تم التوصل مؤخرا الى ميثاق جديد فهل يشكل بداية انفراج الازمة؟
الميثاق الجديد ماهو إلا لف الحبل على عنق تاورغاء ومحاولة الباسهم كل الإنتهاكات التي قام بها النظام وتبرئة مصراتة من كل الإنتهاكات التي قامت بها ضد تاورغاء بما فيها التهجير القصري لمدة 8 سنين.. هذا ليس ميثاقا بل شروطا لعودة أهالي تاورغاء لارضهم وهو نافدة جديدة لحدوث انتهاكات بحق اهل تاورغاء وهذه المرة بحماية هذا الميثاق وفعلا سيكون بداية ازمة جديدة..