هي المسعفة الميدانية في غزة التي لطالما حملت سترتها البيضاء دماء المناضلين الفلسطينيين الجرحى في مسيرات العودة .....وهاهم اليوم ابناء فلسطين يحملون دماءها ويشيعونها الى حلمها الاخير ..الى الشمس التي وقفت تنتظر في قلب السماء ..مجيء حمامة السلام من ارض الرباط ...
رزان التي لا يتجاوز عمرها الـ21 عاما ، لقيت مصرعها في شرق خان يونس خلال عملها في إسعاف الجرحى في الأسبوع العاشر من «مسيرات العودة الكبرى» عند حدود القطاع مع الكيان الاسرائيلي . فقتلت على يد مجندة صهيونية وكل ذنبها انها كانت متطوعة في سبيل خدمة وطنها ..فكم من مريض وجريح امتدت له يد رزان لتروي بأناملها قصة التضحية والعطاء مهما غلت الاثمان..ولطالما افتخرت بعملها وكانت تحث على اهمية التطوع لانقاذ ارواح الجرحى..
بصوت مرتجف توجهت والدة رزان مطالبة بأخذ حق ابنتها من الصهاينة عبر المحاكم الدولية ..قالت ان ذنب ابنتها الوحيد هو اسعافها لمئات الجرحى .. «لم تحمل سلاحاً ولم ترتكب جريمة .. لكن الاحتلال هو الذي ارتكب جريمة جبانة باغتيالها أثناء إسعافها الجرحى في غزة»..هذا ابرز ما قالته الوالدة بعد ان انضمت ابنتها الى قافلة الشهداء ...
الشهيدة رزان النجار. ..هي البطلة الفلسطينية التي واجهت جيش الاحتلال ودباباته ..بثوبها الابيض وبحقيبة الاسعافات الاولية ..وهي كل الاسلحة التي تمتلكها من اجل انقاذ ارواح الابرياء من غطرسة الاحتلال...هي حمامة السلام التي غادرت ارض الوطن باكرا الى سماء ارحب ..واغلقت عينيها لتفتحهما في عالم اكثر عدالة ..
ربما استطاعت رصاصات الاحتلال اختراق جسدها ...لكن روحها النضالية ستظل حية لدى جيل فلسطيني كامل ثائر اختار ان يحمل الامانة ولا يقبل المذلة او الارتهان..ولا يزال يسير على درب الآباء والأجداد ..
رحلت رزان جسدا لكنها ظلت فكرة ونبضا في قلب كل مناضل فلسطيني يطالب بتحرير ارضه واعادة حقوقه المسلوبة.. لكنها فكرة لا يفقهها كثير من الحكام في عالمنا العربي الذين ضحوا منذ وقت طويل بقضية فلسطين وصفقوا لصفقة القرن ولوعد ترامب المشؤوم.....وفتحوا الباب واسعا لدونالد ترامب وامثاله لكي يسلبوا القدس ويضعوا اسم الاحتلال فوق مبنى السفارة الامريكية في قلب القدس ...