مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي من منطقة الحجر الأسود يمثل إحدى اللمسات الأخيرة لعملية تأمين طوق العاصمة دمشق.
وأضاف محدّثنا ان هذه الخطوة هي تأكيد واضح على أن ظهر تنظيم «داعش» الارهابي في المنطقة قد انكسر، وأنّ المسألة اليوم باتت مسألة وقت لحسم الملفات العالقة .
• أوّلا لو تقدمون لنا قراءتكم لأبرز التطوّرات التي يشهدها الميدان السوري في الوقت الراهن ؟
تقوم الحكومة السورية بعملية عسكرية باتجاه الجنوب السوري، حيث تهدف إلى إزالة المناطق العازلة التي شكلتها التنظيمات المسلحة بدعم من كيان الاحتلال الصهيوني. ومن هنا تكتسب الرسائل السياسية، التي تحدّث عنها حسن نصرالله، وقال إن محور المقاومة وجهها إلى تل أبيب مهدداً بقصف العمق الإسرائيلي، أهمية خاصة. إذ أنّ التصعيد المدروس من قبل دمشق وحلفائها مع كيان الاحتلال، أدى إلى انكفاء إسرائيلي يتيح للجيش هامشاً مريحاً من حرية الحركة في معركته المرتقبة، والتي تشير المعطيات المتوافرة إلى أنها ستكون سهلة نسبياً، في ظل تنامي الرفض الشعبي لظاهرة التنظيمات التكفيرية.
• وماذا بخصوص الحديث عن إكمال عملية طرد ‘’الدواعش’’ من دمشق ؟
إخراج مقاتلي تنظيم ‘’داعش’’ من منطقة الحجر الأسود يمثل إحدى اللمسات الأخيرة لعملية تأمين طوق العاصمة. لأن الخطة الإسرائيلية كانت ترى أن تهاجم هي من الجنوب فيما تضرب هذه التنظيمات الجيش العربي السوري في قلب عاصمته. وهذا ما يوضح حقيقة الإنجاز الكبير الذي تحقق على المستويين العسكري والسياسي. وتفيد المعلومات بأنه في هذه الأوقات اتخذ الجيش قرار استمرار العمليات في الحجر الأسود على خلفية تعثر تفاهمات إخراج الإرهابيين من المنطقة، وكذلك من أجل توفير فرصة لخروج العوائل والمدنيين من مناطق العمليات. ما نحن قادرون اليوم على تأكيده هو أن ظهر التنظيم في المنطقة قد انكسر، وأن المسألة اليوم مسألة وقت.
• كيف ترون لقاء بشار الاسد وفلاديمير بوتين الاخير ؟
تأتي الزيارة في توقيت لافت؛ فمن الناحية الميدانية تمكن الجيش العربي السوري، وحلفاؤه، من تأمين طوق العاصمة دمشق، وترحيل التنظيمات المسلحة المدعومة من دول عربية معينة تعتبر نفسها ملزمة بتحقيق الأمن الإسرائيلي، إضافة إلى إعادة تفعيل أنظمة الدفاع الجوي السورية، ولا سيما في الجنوب، بعد أن أدت هجمات المسلحين إلى إضعافها. وبالتالي باتت سوريا قادرة على خوض الحرب ضد كيان الاحتلال الصهيوني مرتاحة إلى أن خسائر الحرب ستكون ضمن السيطرة، وضمن قدرة الدولة والشعب على استيعابها. هذا يعني إعادة تفعيل لمعادلات الردع ضد الصهاينة من جهة، والالتفات إلى التهديد الآخر من جهة أخرى، أي القوات الأجنبية التي لم تحصل على موافقة الدولة السورية لدخول أراضيها، وعلى رأسها طبعاً الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وفرنسا.
• ماهي تأثيرات الاطراف الخارجية على المعادلة السورية ؟
أعتقد أن هناك تبادلاً في الأدوار بين محور المقاومة ممثلاً بالرئيس بشار الأسد والحليف الروسي؛ فالرئيس الأسد كما نُقل عنه أكثر من مرة أشار إلى المقاومة الشعبية في مناطق الاحتلال الأمريكي. ونحن رأينا عدة هجمات استهدفت الأمريكيين. أما الطرف الروسي فسيتولى إدارة المعركة السياسية والدبلوماسية في مجلس الأمن والمنظمات الدولية الأخرى.
سوريا هنا تتبع استراتيجية عبَّر عنها في وقت سابق ماو تسي تونغ، حين أشار إلى أن الاحتلال العسكري هو بالنسبة للدول الاستعمارية مشروع تجاري، فإن رأت أن خسائر المشروع أعلى من أرباحه ستنسحب منه. ودمشق بدورها تتبع أساليب تجعل الأمريكيين يقتنعون في خاتمة المطاف أن تكلفة الحفاظ على قواتهم العسكرية أعلى بكثير من كلفة الانسحاب مهما كان هذا ضاراً بمكانتها وسمعتها بين الأمم.