التي استهدفت قاعدة براك الجوية وراح ضحيتها مئة وأربعين قتيلا بين مدني وعسكري. وكان ذوي الضحايا طالبوا المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بالكشف عن ملابسات الجريمة ومحاسبة المتورطين. كما طالبت بعثة الامم المتحدة للدعم لدى ليبيا بضرورة القبض على المسؤولين عن الجريمة الارهابية وملاحقتهم قضائيا.
للتنويه وفي محاولة لامتصاص غضب اهالي الجنوب قام فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي بإصدار قرار بايقاف وزير دفاعه عن العمل مؤقتا لحين انتهاء التحقيق في عملية براك . غير ان المهدي البرغثي وزير دفاع السراج عاد لمباشرة عمله بينما لم تكشف لجنة التحقيق عن نتائج بحثها في تفاصيل وملابسات مجزرة براك.
عدم كشف الحقائق و السماح للمهدي البرغثي بالعودة لمباشرة عمله ،رد عليها حكماء واعيان وادي براك امس بإصدار بيان رفضوا فيه القرار واكدوا في ذات البيان على ان القوة العسكرية المزمع ارسالها للجنوب هي ذات طابع مليشياوي. وجدد اعيان وادي براك دعمهم للقوات المسلحة برئاسة خليفة حفتر ومطالبهم بتفعيل الاجهزة الامنية.
معلوم بان فائز السراج بصفته حاملا لصفة القائد الاعلى للجيش اجتمع مؤخرا مع امراء المناطق العسكرية في المنطقة الوسطى و الغربية بحضور رئيس الاركان العامة عبد الرحمان الطويل ،ودرس الاجتماع سبل تأمين الجنوب على خلفية الاقتتال الدائر في سبها وفشل كل مساعي التهدئة . وفي ختام الاجتماع المذكور اصدر السراج قرار تشكيل قوة عسكرية لتأمين الجنوب وضمنه مدينة سبها المنكوبة.
الامم المتحدة تطالب باحترام القانون الانساني والدولي
من جهة اخرى طالبت منسقة الشؤون الانسانية بالبعثة الاممية لدى ليبيا ماريا ريبيرو بضرورة ادخال المساعدات الانسانية لدرنة دون قيود. من جهة اخرى جددت البعثة الاممية طلبها بضرورة احترام اطراف الصراع المسلح القانون الانساني و الدولي. كما اصدر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بيانا حول الاحداث في درنة اشار فيه الى انه يتابع بقلق الاحداث الدائرة.مطالبا الحكماء والاعيان بالتدخل لايجاد حل سلمي للازمة. وادانة الاعتداء العسكري. كما طالب البيان الصادر عن المجلس الرئاسي بضمان ايصال المساعدات لسكان مدينة درنة . وفي اول ردود الافعال عن البيان المذكور لاحظ نشطاء من داخل درنة على ان الرئاسي خذل درنة و لم يتحرك عندما كان حفتر يحشد قواته على تخومها واتهم هؤلاء النشطاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي بعثة الامم المتحدة ومنظماتها الانسانية بالتقصير في انقاذ درنة من تداعيات حرب مدمرة.
جدل وانتقادات لملتقى الحوار
على صعيد اخر احتضنت العاصمة داكار مؤخرا ملتقى للحوار بين رموز نظام القذافي وقيادات من الصف الاول من جماعة الإخوان المسلمين والجماعة الليبية المقاتلة والذين يمثلون ثورة فبراير. الملتقى اثار ردود افعال متضاربة بين مؤيد وداعم لإجراء حوار ومفاوضات بين من يمثل «ثورة الفاتح» وثورة فبراير.
ويعلّل الداعمون لهذا الحوار بان الازمة السياسية في البلاد قد طالت كثيرا وان وحدة وسيادة الوطن اصبحت غير مضمونة، وانقسام السياسيين لا يتوقف. ويحذر هؤلاء بان ليبيا تقف على ابواب كارثة انسانية ، حيث تعيش آلاف العائلات النازحة على المساعدات الانسانية الخارجية المقدمة من الصليب الدولي بالتعاون مع الهلال الاحمر الليبي . ولإنهاء الانقسام الحاصل بين طرابلس وبرقة، يرى الشق الداعم للحوار بين رموز القذافي وشخصيات وقيادات ما بعد 2011 بان كل المسارات و المبادرات بما فيها حوار الصخيرات المغربية لن تنهي الازمة السياسية الراهنة بسبب اقصاء رموز النظام السابق.
يشار الى ان العجمي العتيري امر كتيبة ابو بكر الصديق الذي كان يحتجز سيف الاسلام والمحسوب على انصار القذافي اشترط جملة من الشروط حتى يقبل الجلوس مع قيادات فبراير. اول الشروط الكشف عن مكان جثة معمر القذافي وابنه المعتصم ورفيقه ابو بكر يونس جابر وزير دفاع النظام، ثانيا الاعتراف بالخطأ في اطلاق سراح السجناء السياسيين وعلى رأسهم سيف الاسلام القذافي . ثالثا ارجاع الاموال المنهوبة. هذا بالإضافة الى العمل على حل المليشيات المسلحة وتسليم الاسلحة للجيش. وكشف العتيري انه ما لم تتحقق هذه الشروط لا يمكن اجراء اية حوارات مع قيادات فبراير.
خلافات داخلية تعرقل الحوار
سبق لأنصار ومسؤولي النظام السابق ان بادروا بالحوار سيما مع جماعة الاخوان المسلمين مثلا علي الصلابي، لكن تلك اللقاءات لم تأت بجديد على درب إيجاد نوع من التعايش . ومن أسباب ذلك وجود خلافات وانقسامات بين مسؤولي القذافي، فالبشير صالح مدير مكتب القذافي يدعم بقوة هذا التواصل والحوار ، بينما يقف احمد قذاف الدم موقفا متحفظا وسطا مع انه يطالب بالمصالحة الشاملة.
في الجانب الاخر -اي صلب الجماعات الليبية المقاتلة والإخوان المسلمين- توجد قيادات متشددة لا تريد لمثل هذا الحوار ان يجري، ومن تلك الشخصيات من هو اليوم عضو بمجلس الدولة وأيضا المجلس الرئاسي. هذا ويرى المتابعون للشأن الليبي في جانبه السياسي بان الليبيين أضاعوا الكثير من الوقت في مفاوضات وملتقيات بلا جدوى وحان الوقت لفعل ملموس بأقل ما يمكن من النقاشات.
وضمن هذا الاطار اعتبر عدد من المتابعين بان مساعي المجلس الرئاسي ومجلس الدولة تشكيل حكومة وحدة وطنيّة، هي خطوة جادة وعلى الطريق الصحيح .كذلك لفت المتابعون النظر الى اهمية تلك المصالحات المحلية التي تعقد في غرب ليبيا بدعم من عقلاء المناطق ودون تدخل خارجي.