في القدس تمثل بؤرة استيطانية تشارك الاحتلال الاسرائيلي احتلاله واقامة الاستيطان الذي يعتبر جريمة حرب في الارض الفلسطينية . مشيرا في حديث خاص لـ «المغرب» الى ان امريكا وضعت نفسها في نفس الخندق الاسرائيلي بالاعتداء على حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره . ووجه مفتي القدس رسالة للفلسطينيين داعيا اياهم الى المزيد من الوحدة والالتفاف حول القضايا والثوابت الوطنية وعدم الخوض في معارك جانبية خارجة عن كل طموحات الشعب الفلسطيني، كما وجه رسالة للأمة العربية بان تتحمل مسؤوليتها تجاه القدس.
• لو بالإمكان ان توضح لنا موقفكم مما يجري في القدس ؟
الموقف الفلسطيني واضح في كل المستويات قيادة وميدانا ومواطنين، وكل مكونات شعبنا الفلسطيني تعيش ذكرى النكبة السبعين لتشريد الشعب الفلسطيني من ارضه ودياره ويحيي الشعب الفلسطيني هذه الذكرى البائسة بألم كبير ولكن يحييها بالأمل ايضا . لانه يتمسك بحق العودة الى ارضه التي هجر منها ، وما المسيرات التي تجري في كل الارض الفلسطينية في القدس وغزة والمدن والمخيمات مع الاحتكاك مع الاحتلال الاسرائيلي ، الا تعبير عن رفض النكبة وتعبير عن التمسك بحق الدولة الوطنية الفلسطينية . واؤكد ان افتتاح السفارة الامريكية -التي هي بؤرة استيطانية امريكية في الارض الفلسطينية- هي اعتداء حقيقي على الشرعية الدولية لان القدس ارض محتلة وبالتالي اي دولة تأتي لتقيم سفارتها في ارض محتلة ترتكب جريمة حرب . هذه السفارة هي بؤرة استيطانية تشارك الاحتلال الاسرائيلي احتلاله واقامة الاستيطان الذي يعتبر جريمة حرب في الارض الفلسطينية . امريكا وضعت نفسها في نفس الخندق الاسرائيلي بالاعتداء على حق شعبنا في تقرير مصيره .
• امام هذه اللحظة الفارقة، ما هي آليات المواجهة فلسطينيا وعربيا وعالميا؟
آلية المواجهة الفلسطينية شهدها العالم كله خلال الاحداث الماضية، والجريمة النكراء بحق ابنائنا الفلسطينيين تدل على اصرار شعبنا على الدفاع عن كافة حقوقه على هذه الارض ومنها حماية القدس وحق العودة. اما بالنسبة للعالم العربي فعليه ان يخرج عن الصمت المريب ويعبر بشكل واضح عن اهتزازه لان القدس مسؤولية كل عربي، حاكما ومحكوما وحكومات ودولة ونخب، وآن الاوان لهذه النخب بان تنهض وتصرخ بوجه الظالم وهو الاحتلال الاسرائيلي الذي تعطيه امريكا مظلة الحماية لممارسة الظلم بحق الشعب الفلسطيني . فيجب على العالم العربي ان يوجه كل قواه الفاعلة بحكوماته ورؤسائه وشعبه ونخبه وبرلماناته ويكون له موقف لحماية القدس ومقدساتنا وحماية هذه القضية التي كانت لفترة قريبة القضية المركزية للأمة الاسلامية. فلا يقبل من العرب اليوم مجرد بيانات الشجب والاستنكار ولا يقبل منهم الا المواقف العلمية والفعلية ومنها سحب السفراء او على الاقل استدعاء السفراء للتشاور والتعبير عن خطوات ميدانية وارسال رسائل واضحة لامريكا بان الشعب الفلسطيني ليس وحده في الميدان.
• ما تداعيات قرار نقل السفارة الامريكية؟ وهل هو تنفيذ لصفقة القرن المشبوهة؟
القدس ستبقى العاصمة الابدية لفلسطين ونقل السفارة لن يغير شيئا من هذه الحقيقة التاريخية ومن حقنا الذي تكفله لنا الشرائع والمواثيق الدولية . اما عما اذا كان هذا القرار هو بداية تنفيذ صفقة القرن المشبوهة فاؤكد لكم بان ترامب نفذ الصفقة حينما قرر الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الاسرائيلي ونقل سفارته اليها ، والفلسطينيون لا ينتظرون اي خير من الادارة الامريكية وصفقاتها . هناك «صفعة» قرن للأمة العربية والاسلامية وللشرعية الدولية. يوجد صفعة ولا توجد صفقة.
• الى اين تسير الامور ؟ وهل نحن امام مواجهة كبرى؟
الظرف صعب ولكن الشعب الفلسطيني مصمم على استرداد حقوقه لانه صاحب القضية ونسأل الله العون والثبات وسيبقى الشعب الفلسطيني المدافع عن كافة حقوقه وعن كرامة وحقوق الامة العربية والإسلامية في القدس والمقدسات وفلسطين بشكل عام.
رسالتنا واضحة لأبناء شعبنا ونطالبهم بالمزيد من الوحدة والالتفاف حول قضايانا وثوابتنا والانتباه لما يخطط لنا من جرنا لمعارك جانبية خارجة عن كل طموحات شعبنا . ورسالتنا للأمة العربية بان تتحمل مسؤوليتها تجاه القدس ومقدساتنا وان الاوان لهذا العالم بان يدين ويستنكر كل جرائم الاحتلال.