طرابلس كاشفا ان اللقاء تداول كيفية تحاشي حرب مدمرة في درنة اعلنتها قوات الكرامة وضرورة ايجاد مخرج سلمي لإبعاد حدوث سيناريو بنغازي.في حين اشارت مصادر مقربة من المشري تأكيد غسان سلامة لرئيس مجلس الدولة اتصاله بكل من المنسق الروسي للأنظمة الليبية والقائم بأعمال سفارة الولايات المتحدة لدى ليبيا من اجل التشاور حول قضية درنة .
معلوم ان القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر المتخذ قرار بدء الحرب ضد مجموعات الارهابية المسيطرة على المدينة وترفض رفضا مطلقا دخول الجيش قرار حفتر جاء بعد فشل مساعي استسلام تلك المجموعات المتطرفة المتكونة اضافة لليبيين من جنسيات عربية مصرية فلسطينية جزائرية تونسية وصومالية وجاهرت بولائها لتنظيم القاعدة الارهابي .
دوليا وإقليميا هناك صمت لا تفهم مقاصده وفيه تحفظ ورفض للسيطرة على درنة من الجيش يعني ان قوات حفتر بحثت عن بسط نفوذها على كامل اقليم برقة وهذه المسالة بالتأكيد اضافية لحفتر تعزز موقفه عند كل تفاوض حول الجيش وهو ما يعني كذلك فقدان تيار الاسلام السياسي لآخر معقل له شرقي في البلاد .
دوليا يرى مراقبون بان بعض القوى الخارجية داعمة لقائد الكرامة تتربص بحفتر ليقع في الفخ خلال اقتحام قواته لدرنة وفرض الحرب على المدنيين باعتبار ان الارهابيين تراجعوا من محاور القتال حول درنة الى داخلها، كما ان الدول المعارضة لحفتر تنتظر الفرصة الذهبية والسؤال هل تغفل القيادة العامة عن هكذا سيناريو ؟
بلا شك ولا ريب القائد العام متفطن لهذا الفخ لذلك سوف يعطي الاوامر باقتحام درنة، وإنما يضغط حتى يحرك عقلاء المدينة والقبائل للتفاوض مع الارهابيين لإيجاد ممرات امنة ودخول الجيش دون قتال .
الموقف في درنة تطور بدخول الامم المتحدة على الخط من خلال التشاور مع الدول الفاعلة الاشكالية ان الدول الفاعلة مختلفة بحسب مصالحها حول ملف درنة في غضون ذلك تتواصل معاناة اهالي درنة التي بلغت عامها الثامن دون حل، في البداية سيطر تنظيم «داعش» الارهابي على المدينة وخلال تلك الفترة عرفت درنة جرائم وحشية قطع للرؤوس اعدامات في الساحات سوق لبيع الفتيات تركيز ديوان الحسبة الشرطة الاسلامية ثم جاء تنظيم القاعدة كتيبة أبو سليم التي تضم قيادات مطلوبة دوليا ،وقامت القاعدة بطرد «داعش» وظلت ترفض دخول الجيش ولم تفعل مديرية الامن وضع تطلب فرض الحصار على درنة وجراء سيطرة الارهاب على المنطقة تضررت الجارة مصر كثيرا بسبب وجود مصرين متطرفين وتسللهم لداخل مصراتة وتنفيذ عمليات ارهابية.
تسريبات جديدة
محليا ولئن أجمعت مكونات برقة على ضرورة استعادة درنة فان جهات نافذة في طرابلس تقف ضد الحرب على تلك الجماعات الارهابية في درنة وتعمل تلك الجهات حاليا على التركيز على حماية المدنيين ، كما لا تعترف بوجود الارهاب وتلمع باستمرار صورتهم وتشيطن الجيش الليبي وتصفه بالمليشيات
المحصلة ان قوات الجيش امام اختبار صعب للغاية فهي من جهة لا يمكنها الصبر للمزيد من الوقت والحصار لدرنة لا يمكن ان يتواصل الى ما لا نهاية والحسم اصبح مؤكّدا، من جانب ثان لا تريد القيادة العامة منح الفرصة للمتربصين بشخص حفتر دوليا ومحليا لتصفية حساباتهم لهذا سوف تنتظر القيادة العامة مآلات المفاوضات وجهود الامم المتحدة في الغرض . في سياق غير ذي صلة ومن اجل حلحلة الازمة السياسية وتجاوز الخلافات لإقرار تعديل الاتفاق السياسي وبلوغ محطة الانتخابات ، كشفت مصادر خاصة بـ’’المغرب’’ وجود مساعي فرنسية رفيعة المستوى لإجراء لقاء قريب ما بين رئيس الرئاسي مجلس النواب ورئيس مجلس الدولة وإقناعهم باصدار بيان مشترك يدعم انجاز الانتخابات قبل نهاية العام الحالي وقبول نتائجها .وكانت العاصمة لندن احتضنت مؤخرا مؤتمرا للدول المعنية بالملف الليبي الولايات المتحدة فرنسا بريطانيا ايطاليا مصر تونس الامارات والجزائر لبحث مخرج للأزمة لكن دون تسريب اية معلومات عن مضمون المؤتمر المذكور سوى التأكيد على ضرورة اجراء الانتخابات .