أكد البيان الختامي للقمة العربية التي انتهت اشغالها من مدينة الظهران السعودية الأحد وفي جزئه المتعلق بالأزمة الليبية على ضرورة انجاز المصالحة الوطنية ودعم خطة عمل الامم المتحدة ورفض التدخل الخارجي بكل انواعه، وكان المبعوث الأممي غسان سلامة من جهته قد اجرى على هامش انعقاد القمة العربية سلسلة من الاتصالات مع كل من احمد ابو الغيط امين عام جامعة الدول العربية ومسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي فيديريكا موغريني وعدد من وزراء خارجية الدول العربية لبحث اخر تطورات الملف الليبي، وخلال لقاء سلامة مع ابو الغيط تم استعراض الاستعدادات الجارية لانعقاد اجتماع اللجنة الرباعية المتوقع بالقاهرة مع نهاية افريل الجاري.
وفي كلمة امام القادة العرب جدد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج تمسكه بدعم الحل السلمي وبلوغ الانتخابات العامة. وطالب السراج بالضغط على الاطراف المعرقلة لخطة الامم المتحدة . معلوم بان الطارئ الصحي للقائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر القى بظلاله على مشاورات السراج مع المسؤولين العرب والاجانب. وحول تطور الحالة الصحية لحفتر كشفت مصادر خاصة – بـ«المغرب» من بنغازي ومقربة جدا من قيادة الكرامة بان وضع حفتر الصحي مطمئن للغاية، وان عودته الى ليبيا سوف تكون خلال ايام قليلة واضافت المصادر بان حفتر سوف يشرف بنفسه على الاحتفال بالذكرى الرابعة لثورة الكرامة الموافقة للخامس من شهر ماي المقبل .
الملتقى الدولي لمحاربة الارهاب
محليا اختتم الملتقى الدولي الاول لمكافحة الارهاب اشغاله الاحد في العاصمة طرابلس بحضور ضباط الجيش وبعض من قادة المجموعات المسلحة المنخرطة في الحرب على الارهاب ،واشاد المشاركون بتضحيات الليبيين خلال حرب تحرير سرت من الدواعش. وفي كلمة له امام الملتقى اكد نائب المجلس الرئاسي احمد معيتيق على تصميم حكومة الوفاق على هزم الارهابيين مذكرا بمختلف العمليات العسكرية التى اطلقها المجلس الرئاسي في ذلك الاطار واخرها عملية –عاصفة الوطن – ما بين بني وليد ومدينة سرت.
وبعيدا عن نجاح البنيان المرصوص في طرد ‘’داعش’’ الارهابي من سرت ونجاح الاجهزة الامنية في طرابلس في القبض على عدد من الارهابين، الا ان موضوع محاربة الارهاب في غرب ليبيا يلفه غموض كبير حيث لم يجر حصر الجماعات الارهابية من حيث التوصيف. اذ يعاب على حكومة الوفاق دفع رواتب بعض المجموعات المسلحة المشبوهة ومثال ذلك كتيبة الفرقان والمجموعات المسلحة التابعة لها فيما يعرف بمجالس الشورى.
اضافة الى ذلك الغموض في الرؤية تعاني حكومة الوفاق من سريان حظر التزويد بالسلاح في حين يصل السلاح الى الجماعات الارهابية . الغموض في موضوع محاربة الارهاب يتعلق بالاطراف الخارجية وخاصة القوى الكبرى والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين بريطانيا فرنسا ايطاليا. اذ نجد ان الولايات المتحدة لديها فريق استطلاع في برقة وبعلم قوات حفتر ،وذلك الفريق العسكري مهمته محددة في جمع المعلومات وملاحقة الارهابيين الذين يشكلون خطرا على المصالح الامريكية .اما تهديد المدنيين فلا يهمهم ونفس الصورة تنطبق على بريطانيا وايطاليا وحتى فرنسا، كل تلك الدول لديها تواجد عسكري على الارض تتابع الارهابيين لحظة بلحظة لكن تدخلها رهين تهديد مصالحها لا غير.
وامام مثل هذه التحديات والتجاذبات والانقسامات ما بين برقة وطرابلس، وعدم جدية الغرب في دعم ليبيا حقيقة في الحرب على الارهاب فليس امام الليبيين الا توحيد صفوفهم ومؤسساتهم والتسريع بتشكيل الحكومة لتحاشي ضياع وطنهم.
البيان الختامي للقمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين: تأييد لضرورة إجراء المصالحة الوطنية الشاملة في ليبيا ورفض التدخّل الخارجي
- بقلم مصطفى الجريء
- 16:07 17/04/2018
- 1640 عدد المشاهدات