في نفس الوقت تتوالى الاتصالات الدبلوماسية من قبل إيطاليا للتوصل إلى حل نهائي للحكومة الجديدة.
صرح في هذا الصدد وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر في ندوة صحفية أن «الولايات المتحدة تأمل أن يحدث التدخل في ليبيا بعد تشكيل الحكومة وطلبت إيطاليا أن تقود التحالف وسوف ندعمها في ذلك».من ناحيتها عينت إيطاليا الجنرال باولو سرا ، المستشار العسكري للمبعوث الأممي في ليبيا مارتن كوبلر لقيادة جيوش التحالف.
وقد بدأت الحكومة الإيطالية في تحضير العدة للحرب ضد داعش. وجهزت لذلك طائرات مروحية وطائرات تورنادو وأ أم أكس سوف تقلع من قاعدة تراباني في البحر المتوسط كما جهزت بواخرها الحربية وسوف تقود القوات البحرية الأوروبية «أوروناف» في سواحل ليبيا من جهة سرت أين تتمركز قوات داعش.
حرب سرية
إلى حد اليوم قرر الرئيس الأمريكي أن التدخل العسكري لن يشمل حربا ميدانية شاملة بل تدخلا جويا من قبل الحلفاء و زرع قوات خاصة تابعة للبلدان المشاركة في التحالف لمعاضدة قوات الجيش الليبي والدفاع عن المنشآت الحساسة مثل المطارات والسفارات والمنشآت النفطية.
وذكرت بعض صحف الشرق أوسطية أن فرنسا والولايات المتحدة و مصر لها قوات عسكرية على الأراضي الليبية تساعد قوات الجنرال حفتر في بنغازي وتتحرك نحو سرت. علما ان العمليات التي تدور الآن على الميدان سرية. لكنها تتحرك في نطاق خطة محكمة تمت بلورتها منذ أسابيع حسب الأخبار الواردة من البنتاغون.
مصر و فرنسا في الطليعة
بعد أن أعلنت القاهرة عدم رغبتها في تدخل عسكري في ليبيا عدّلت موقفها بعد الزيارة التي قام بها الأسبوع الماضي الوزير الأول الليبي المعين الى القاهرة. وقامت القوات المصرية بمناورات مشتركة مع فرنسا في مياه الخليج على متن حاملة الطائرات شارل دي غول. وأرسلتا قوات خاصة على الأراضي الليبية في منطقة بنغازي و طرابلس.
من ناحية أخرى، تحركت ناقلة الطائرات شارل دي غول نحو قنال السويس في اتجاه المياه الليبية للقيام بعمليات الاستخبارات البحرية ومراقبة الأجواء الليبية. كل هذه التحضيرات الدقيقة تدخل في خطة عدم القيام بحملة عسكرية واسعة النطاق. حسب بعض الأخبار الصادرة عن الصحافة الإيطالية وسوف تنطلق الهجمات الجوية في الأيام القليلة القادمة. في نفس الوقت، تكاثفت الاتصالات الدبلوماسية للضغط على برلمان طبرق حتى يتوصل إلى حل شامل لا يقصي أحد الأطراف السياسية . لكن هذا الحل الدبلوماسي له معارضوه في ليبيا. فقوات الجنرال حفتر مجهزة للقضاء على قوات فجر ليبيا و تساندها في ذلك مصر. لكن قوات فجر ليبيا تتمتع بدعم القوات الأمريكية الخاصة في طرابلس.
معادلة صعبة سوف تكون لها تداعيات على الأرض. لذلك في انتظار تشكيل الحكومة و تركيبتها النهائية سوف تقتصر العملية العسكرية على تحطيم القدرات الهجومية لتنظيم داعش الارهابي في انتظار تشكل الحل السياسي النهائي.