في الظهور الى العلن خاصة وان هذه الخطوة المثيرة للجدل التي اتخذها الرئيس الامريكي دونالد ترامب في الـ6 من ديسمبر العام المنقضي كانت سببا في القضاء على جهود احياء عملية السلام بين الفلسطينيين وكيان الاحتلال مع العلم انها جمّدت بطبعها منذ سنوات مضت نظرا لاستمرار انتهاكات سياسة الكيان الغاصب .
من جهته قال السفير الأمريكي في «إسرائيل»، ديفيد فريدمان، أمس إنه إذا لم يقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، العودة إلى المفاوضات مع «إسرائيل»، فإنه «سيأتي من يقبل بها». في إشارة الى إمكانية عدم العودة الى عمليّة التّفاوض بين الفلسطينيين وكيان الاحتلال إلا بعد رحيل ابو عباس من الحكومة.
وتعتبر هذه أشد تصريحات أمريكية ضد الرئيس الفلسطيني عباس، يشار الى ان القيادة الفلسطينية اعلنت اثر قرار ترامب الاعتراف بإسرائيل عاصمة للقدس عن تعليق الاتصالات السياسية مع الإدارة الأمريكية، بما في ذلك القنصلية الأمريكية العامة في القدس المحتلة، المسؤولة عن الاتصال مع الفلسطينيين.
وعلى صعيد المواقف الدولية يعتبر الموقف الامريكي من المواقف التي رجحت كفة الجانب الاحتلالي في الحرب العربية الاسرائيلية منذ تولي الرئيس الحالي دونالد ترامب الحكم في الـ20 من جانفي 2016. ويرى البعض ان قرار ترامب حول عاصمة القدس اوصد الابواب امام عودة امريكا كعرّاب لعملية السلام بين طرفي الصراع ، ما يجعل البحث عن راع جديد للمفاوضات اولوية الاولويات للجانب الفلسطيني بصفة خاصة .
خيارات مطروحة
ولئن نشرت تقارير اعلامية فرضيات حول بحث القيادة الفلسطينية عن راع جديد للعملية التفاوضية فقد رجحت اراء ان يكون الطرف الروسي اول المرشحين للاضطلاع به باعتبار صراع النفوذ الكبير المُندلع بين واشنطن من جهة وموسكو من جهة اخرى في الشرق الاوسط . لكن زيارة الرئيس الفلسطيني لفرنسا عقب اعلان ترامب لقراره المثير للجدل رجحت كفة باريس في موضوع الوساطة في التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي .
وكان لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون في العاصمة الفرنسية باريس انذاك كخطوة في مسار الحراك الدبلوماسي الحثيث الذي تقوده القيادة السياسية الفلسطينية لإعادة الزخم الى القضية الفلسطينية والبحث عن مرجعية جديدة للتفاوض .
وخلال اللّقاء الّذي جمعه بالرّئيس الفلسطيني محمود عباس أكّد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أنه «لا بديل عن حل الدولتين ولا حل بدون اتفاق الطرفين’’الفلسطيني والإسرائيلي ‘’ بشأن القدس».وقال ماكرون عقب محادثاتهما في قصر الاليزيه «إن قرار الولايات المتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لـ«اسرائيل» يهمشها في هذه القضية، مضيفا أنه لا يريد أن يفعل الشيء نفسه. بالاعتراف من جانب واحد بدولة فلسطينية لان ذلك لن يكون فعّالا».
ويرى متابعون ان قرار ترامب الاخير وبمخالفته الاعراف والقوانين الدولية رفع عن واشنطن صفة عراب عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وهو ما اكدته القيادة الفلسطينية مرارا . وبهذا يرى متابعون ان المشهد الراهن يستوجب التوافق حول راع جديد لعمليّة التفاوض بين الجانبيين باعتبار ان قرار ترامب لم يجد تأييدا لا دوليا ولا عربيا .