عرض قدمه فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي الى المشير خليفة حفتر من اجل اقتسام السلطة وانهاء الصراع الدائر في ليبيا منذ سنوات. تسريبات رد عليها المجلس الرئاسي ممثلا في شخص محمد السلاك المتحدث الرسمي باسم السراج بالنفي وتاكيده بان السراج لم يقدم أية عروض لاية جهة لاقتسام للسلطة.
ولئن التزمت القيادة العامة للجيش الصمت فان انصار المشير خليفة حفتر اكدوا بان السراج لايكاد يسيطر على جزء بسيط من طرابلس وصادرة في شخصه عدة احكام قضائية لفقدانه الصفة والشرعية بما يجعله يطرح عروضا لاقتسام السلطة.ولاحظ انصار حفتر بان في ليبيا اليوم طرفان الاول سياسي والثاني عسكري والطرف الاول يمثله السراج المدعوم دوليا لكن ليس له اي دعم محلي .
والمشهد السياسي ضبابي ومتعثر والمليشيات المسلحة تكبل السراج من كل جانب بينما الطرف الثاني اي العسكري فيمثله المشير حفتر، وهذا الاخير يسيطر على قواته ومساحات واسعة من ليبيا كما ان الثروة النفطية انتاجا وتصديرا تحت نفوذه.
وبررهذا الشق الداعم للقائد العام للجيش صمت القيادة العامة بعدم مصداقية السراج وافتقاره للشرعية حيث سبق ان التزم في لقاءات ابو ظبي وباريس بجملة من البنود، لكن بمجرد عودته الى طرابلس تخلى عن تعهداته والتزاماته.
ويرى متابعون لمسيرة قائد الجيش المشير حفتر بان الاخير يطمح الى حكم ليبيا كدولة موحدة عن طريق صندوق الاقتراع ،وقد اجرى ما يمكن وصفه بالبروفا منتصف 2017 عندما اطلق استفتاء شعبيا لفائدته لحكم البلاد لفترة 4 سنوات وسجلت العملية اقبالا لافتا.
يحكم اقليم برقة واجزاء من اقليم فزان وغرب البلاد الزنتان الرجبان ورشفانة و قواته تقف على تخوم العاصمة طرابلس ومؤخرا اطلق حفتر عملية فرض القانون جنوبا بدعم أمريكي ومباركة صريحة فرنسية بريطانية كما يلتقي حفتر السفراء الاجانب والمبعوثين الدوليين لدى ليبيا.
مواقف ليبية
في سياق اخر صدرت مواقف في الوسط الليبي حول التحقيق في تهمة موجهة ضد نيكولا ساركوزي بتلقي اموال من القذافي لتمويل حملته الانتخابية 2007 فان قيادات ومسؤولين سابقين في نظام معمر القذافي مازالوا مصممين على اتهام ساركوزي بتلقي أموال ليبية بقيمة 50 مليون يورو .
ففي مارس 2011 اشارت تقارير اعلامية الى وجود سر خطير سيؤدي الى الاطاحة بساركوزي وحتى محاكمته بشان تمويل حملته الانتخابية. ودعت اطراف ليبية نافذة انذاك الى فتح تحقيق لدى القضاء الفرنسي، وبعد ذلك صرح سيف الاسلام القذافي من داخل سجنه مؤكدا ان والده هو من مول حملة ساركوزي مشيرا الى وجود ادلة دامغة لديه مبديا استعداده لكشف كل شيء. واضاف نجل القذافي «نملك كافة التفاصيل والحسابات البنكية والوثائق وعمليات التحويل ستكشف كل شيئ قريبا». من جهة ثانية اكد رئيس جهاز مخابرات القذافي عبد الله السنوسي انه اشرف شخصيا على عملية تحويل الاموال.
موسى كوسة رئيس مخابرات سابق تذبذبت افادته وتصريحاته ففي افادة اولى اكد كوسة العملية ثم تراجع في تصريح ثان ليشكك في العملية ،ويؤكد وجود رسالة خاطئة ومن هنا جاء المنعرج في القضية بسبب ضغوطات كبيرة.