جدلا واسعا وتساؤلات حول ماهية الحلف السعودي الامريكي الجديد وتوجهاته وتأثيره على القضايا الكبرى في الشرق اوسط .. ولعل اكثر ما شد الانتباه في لقاء ترامب -بن سلمان في واشنطن هو الطريقة التي تعمد بها سيد البيت الابيض استعراض عقود الاسلحة التي وقعت بين البلدين وتصل قيمتها حتى 400 مليار دولار امريكي متباهيا بان هذه المشتريات السعودية من شأنها ان تخلق فرص عمل تقدر بنحو 400 الف وظيفة عمل في وقت تقدر فيه نسب البطالة في المملكة ب حوالي 12 بالمئة.
بدا جليا ان ترامب يروج لجودة المنتجات العسكرية الامريكية عبر حديثه مع ولي العهد السعودي وذلك من اجل جذب الاستثمارات لبلده، في اطار السباق الامريكي الروسي لبيع الاسلحة في سوق الحرب المنتعشة في الشرق الاوسط وتشمل العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها ..ويبدو جليا ايضا من خلال ردود فعل الامير السعودي بان الرياض تعتبر انها ازاء فرصة تاريخية من اجل امتلاك انظمة دفاع متطورة تستطيع من خلالها مواجهة اي خطر قادم من قبل خصمها الاول في المنطقة ..ايران. كما كان لافتا تصريح ترامب بشان وعود الرياض له خلال زيارته الاخيرة للمنطقة بتوفير 400 مليون دولار ..كتعويض – مبطن- عن تواجد القواعد الامريكية لحماية امن الخليج من الخطر الايراني..
ولئن كان من الواضح الى اين ستذهب اموال هذه العقود العسكرية -وهو ما عبر عنه الرئيس الامريكي بالقول بانها ستخلق فرص عمل كبيرة في بلاده-، الا ان وجهة هذه الاسلحة ومصيرها ليس معروفا بعد ، في ظل تواصل الهجوم العسكري بقيادة السعودية على اليمن وما يثيره من جدل حول سياسات المملكة في المنطقة ككل ..
ويبدو لافتا ان الرئيس الامريكي لا يسعى فقط للترويج لصناعات بلاده العسكرية بل ايضا لسياسات واشنطن الجديدة في المنطقة وفي مقدمتها صفقة القرن التي تحوم حولها عديد الشبهات بشأن تأثيرها على وضع القضية الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين ووضع القدس...