ستكون حاسمة باتجاه دفع العملية السياسية في سوريا . وأضاف العمري ان المعادلة السورية استقطبت عدة اطراف دولية وإقليمية على امتداد السبع سنوات المنقضية مضيفا ان «الجانب الروسي عاد الى الساحة الدولية من الباب السوري لمقارعة الولايات المتحدة الامريكية وإفشال مخططاتها في الابقاء على هيمنتها على مستوى النظام الدولي» .
• لو تقدمون لنا قراءتكم للمشهد السوري الراهن بعد 7 سنوات من انفجار الازمة السورية ؟
المشهد السوري مازال رهن الميدان العسكري وما يتم انجازه اليوم لفائدة الجيش العربي السوري وحلفائه يأتي في سبيل دفع العملية السياسية من الظلمة الى النور وسيُسقط في مرحلة معينة المشروع الامريكي ، ويحرجه ان لم يسارع الجانب الامريكي نحو ارساء تسوية من شانها ان تحفظ له نفوذه على المستوى الاقليمي .
في المقابل الجانب الروسي وقف الى جانب الحكومة السورية للحفاظ اولا على مصالح امنها القومي الوطني، لا سيما أنّ الإرهاب الذي كان نتيجة السياسة الامريكية كان نقطة عابرة باتجاه روسيا في مرحلة معينة ، أيضا زاد من تبلور النظام الاقليمي القائم حاليا من خلال خلق نوع من التوازن الإقليمي بين تركيا وإيران وفي مرحلة معينة العراق وسوريا .
الجانب الروسي عاد الى الساحة الدوليّة من الباب السوري لمقارعة الولايات المتحدة الأمريكية وإفشال مخططاتها في الابقاء على هيمنتها على مستوى النظام الدولي ، كما يظهر ذلك من خلال المشاحنات الروسية الامريكية في مجلس الامن واستعمال موسكو حق النقض بشكل متكرر هو خير دليل على ان روسيا عادت دولة عظمى وهو ايضا ما اكده فلاديمير بوتين خلال خطابه الأخير خطاب الامة.
• كيف أصبحت سوريا في ظل هذه الحرب المستمرّة ؟
يمكن لأي متابع للازمة السورية ادراك ان هذه الأزمة معقدة ومركّبة نتيجة الموقع الجيوسياسي والاقتصادي الذي تتمتّع به الخارطة الجغرافيّة السورية ومدى انخراط الدول الاقليمية والدولية في هذا الصراع لتحقيق اجنداتها خاصة وان اليوم هناك مشروعين الاول هو مشروع امريكي للحفاظ على القطبية الدولية واحتواء كل من روسيا وإيران واستهداف محور المقاومة ودفع سوريا بعد فشل طموح واشنطن في اسقاط مؤسسات دولتها نحو استنزافها وبالتالي اضعافها كدولة مركزية في مواجهة ‘’اسرائيل’’ .
لكن امتلاك زمام المبادرة من قبل الجيش السّوري وحلفائه هذا الأمر أسقط المشروع الأمريكي رغم ان المعطيات الميدانية تؤكد أنّ السيطرة اليوم هي بيد الحكومة والحلفاء .نحن نتحدث عن استعادة معظم القرى والمحافظات ، كما أنّ العجلة الاقتصاديّة بدأت أيضا بالدّوران مُجدّدا، يمكن الحديث على الصعيد الاجتماعي عبر الاشارة الى عودة الالاف وعشرات الالاف من المواطنين السوريين من خارج القطر الى الداخل خاصة وان تحرير حلب خير دليل على ذلك وأيضا دير الزور .
• أي دور لعبته القوى الدولية في سوريا ؟ وهل سنشهد انفراجا قريبا في الازمة ؟
استمرار الازمة حتى اليوم يشير الى مدى انخراط الدول الاقليمية والدولية في السعي لإدارة الازمة السورية الجانب التركي يسعى لتوسيع اعتداءاته في الشمال السوري والعراق لتنفيذ مانظّر له احمد داوود اوغلو وزير الخارجية السابق في خطابه تركيا العمق الاستراتيجي عندما تحدث عن وجود مصالح لتركيا في الشمال السوري وكذلك في الشمال العراقي.
سياسيا تركيا تهدف من خلال تدخلها الى اعادة امجاد امبراطوريتها الاستعمارية كما انها تريد ان تترأس النظام الاقليمي في مواجهة السعودية وإيران وأيضا مصر
كما انها تريد ان تصبح نقطة جذب ولاعب لايمكن تفاديه او التغاضي عنه لاسيما فيما يتعلق بالسعي الروسي لحل الازمة السورية وكذلك بعد رفض الاتحاد الاوروبي دخول تركيا . أمّا الجانب السعودي فهو يبحث ان يكون الاداة الوظيفية في يد الولايات المتحدة الامريكي أيضا ساهم بشكل كبير في تأزيم الملف السوري من خلال دعم العمليات العسكرية للمجموعات الارهابية ماديا الى جانب الدعم اللوجستي لتركيا وأيضا قطر التي ساهمت بشكل كبير في دعم هذه العمليات
اما الولايات المتحدة وهي التي تدير هذه الدول وتسعى الى تغيير تموضعها في الشرق الاوسط خاصة وان النظام الدولي لم يعد كما كان عليه سابقا .