عن الوضع في كردستان العراق بعد الاستفتاء الاخير وعن واقع الازمة بين الحكومة المركزية في بغداد والاقليم . معتبرا ان الحكومة الاتحادية تستخدم الازمة بين الاقليم والمركز كوسيلة لدعاية انتخابية، مشيرا الى ان كردستان تستقبل أكثر من مليوني نازح عراقي من الموصل وبغداد والانبار وتكريت وديالي ومحافظات الجنوب هربوا من خطر داعش الارهابي . واستبعد الباحث الكردي ان تحدث الانتخابات المقبلة أي تغيير جوهري في المشهد السياسي العراقي .
• كيف هي تحضيرات العراقيين للانتخابات وهل ستسفر عن خارطة سياسية وحزبية جديدة؟
الى حد الان لم تبدأ السباقات الانتخابية بشكل رسمي رغم تعجل ألاف المرشحين في الترويج لأنفسهم واحزابهم، واعلان العديد من التكتلات وسرعان ما تغيرت ايضا خلال ساعات او ايام كما حصل مع كتلة رئيس الوزراء حيدر العبادي فقد اعلن انها تضم العشرات من الاحزاب التي انسحب معظمها بعد 24 ساعة فقط من اعلانها لخلافات مناصبية او سياسية غير متوقعة.
لا اعتقد ان الخريطة السياسية الاساسية ستتغير باستثناء ربما استبدال بعض الوجوه، وستبقى كتلة دولة القانون التي تحكم منذ 2005 مهيمنة على الحكم باسم جديد بعد ان اعلن المالكي زعيم حزب الدعوة الذي يقود الكتلة الاكبر ومنافسه حيدر العبادي احد قادة نفس الحزب ، عن تشكيل كتلة كبيرة من تحالفهما الانتخابي الان.
• وضع داعش في العراق وما مدى امكانية ان ينبثق عنه تنظيم اخر كما حصل مع القاعدة؟
ربما نجحت القوات المسلحة العراقية وقوات البيشمركة الكردستانية في تحطيم الهيكل العسكري لتنظيم داعش الارهابي، لكنها كفكرة وايديولوجية ما تزال تتحكم في الكثير من المناطق والمفاصل الثقافية والاجتماعية مما يدفع ربما الى الخروج ثانية بأسماء اخرى وتنظيمات اكثر تشددا، خاصة وان الظروف والبيئة التي انتجت هذا التنظيم ما تزال لم تعالج، وتعاني البلاد العراقية من ارتفاع خطير لمستويات الفقر وتدهور الخدمات وانتشار الفساد المالي والإداري الحكومي بشكل كبير مما دفع منظمة الشفافية العالمية الى وضعها في تصنيف الدول الافشل والافسد في العالم.
• كيف يمكن انقاذ العراق مما هو فيه؟
العراق يحتاج الى تغيير جذري في صيغة الحكم وتقسيمه جغرافيا الى ثلاث فيدراليات هي فيدرالية الوسط والجنوب، وفيدرالية الغربية واقليم كوردستان، والابقاء على بغداد عاصمة للجميع، هذا الحل ربما يوقف الصراع المستمر بين السنة والشيعة وبين العرب والكرد، عدا ذلك سيستمر الصراع خاصة وان هناك توجهات لتكريس دكتاتورية الاغلبية وتهميش بقية المكونات.
• وكيف اثرت التدخلات الخارجية سلبا على استقرار البلد؟
بالتأكيد كان لدول الجوار تأثير كبير على مجرى الاحداث سلبا وايجابا، والسلبي كان اكثر من الايجابي بعد تورطهم في الصراعات الداخلية.
• ما مآل الازمة بين الحكومة المركزية واربيل؟ ورؤيتكم للمعادلة الكردية في المنطقة؟
ما تزال الحكومة الاتحادية وتحديدا رئيسها يستخدم الازمة بين الاقليم والمركز كوسيلة ودعاية انتخابية، حيث لم يحقق أي وعد من وعوده التي قطعها منذ نوفمبر 2017 بدفع مرتبات موظفي كوردستان ورفع الحظر عن المطارات والمعابر الحدودية وفرض الحصار الاقتصادي على الاقليم ومحاربة الوجود الكردي في القوات المسلحة العراقية المؤسسات الاتحادية الاخرى، وبذلك لم يتحقق اي تقدم ملحوظ باستثناء توقف العمليات العسكرية.
القضية الكردية اصبحت اليوم قضية عالمية خاصة وان الكرد اثبتوا جدارتهم في اقامة كيانهم الفيدرالي ومحاربتهم للارهاب واعجاب معظم دول العالم بادائهم العسكري. مما دفع العديد من الدول العظمى للوقوف الى جانبهم ومساعدتهم عسكريا كما حصل في اقليم كردستان العراق ابان الحرب مع داعش الارهابي او مع الكرد في سوريا وحربهم ضد التنظيمات الارهابية هناك.
• لو توضح لنا الوضع في كردستان بعد الاستفتاء الاخير ؟
اقليم كردستان نجح في ان يكون واحة وجزيرة للسلام والامان في بحر متلاطم من عدم الاستقرار والصراع المذهبي والارهاب، حيث استطاعت الادارة السياسية في الاقليم ومنذ اسقاط نظام الرئيس صدام حسين ان تنأى بالاقليم عن كل انواع الصراعات الطائفية والعرقية وتحافظ على الامن والسلم الاجتماعيين مما جعل الاقليم ملاذا لأكثر من مليوني نازح عراقي من الموصل وبغداد والانبار وتكريت وديالى ومحافظات الجنوب، مما ادى الى احداث ازمة مالية حادة مع انخفاض اسعار النفط خلال السنوات الاخيرة وعدم مساعدة حكومة بغداد بتلك النفقات . بل عملت الحكومة الاتحادية على ايقاف حصة الاقليم من الموازنة العامة منذ 2014 وحتى يومنا هذا والبالغة اكثر من ستين مليار دولار، وقطع مرتبات الموظفين البالغ عددهم مليون وربع المليون ومنذ 2014 ولحد الان. ورغم ذلك ما يزال الاقليم يتمتع بالسلم والامن رغم الضائقة المالية الحادة.